«السادة والأشراف».. منارات النسب ومقامات الشرف
إن فخر الأمة الإسلامية بآل البيت الأطهار وصحابة المختار، فخرٌ سامٍ لا يدانيه فخر، وشرفٌ راسخ لا تزعزعه الأيام، كيف لا، وهم الامتداد المبارك للنور المحمدي، والدوحة الهاشمية الطاهرة.
أسرة عريقة، متماسكة، يجمعها النسب الشريف، إلى الإمام علي بن أبي طالب، ، زوج البتول الطاهرة، وأبو السبطين، وباب مدينة العلم. هم بيت العز، وأهل المكارم، منارات هدى، وسُرُجٌ على دروب الإنسانية.
إلى كل سادة وأشراف العالم، أدعوكم لِلَمِّ الشمل، وتعزيز التواصل، وإحياء الفعاليات الموحدة، تحت راية المودة والقربى، استجابة لقوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
لقد كان للسادة الأشراف الدور الأعظم في الحفاظ على جوهر الدين، ونشر العلم، وترسيخ القيم الأصيلة في المجتمعات الإسلامية، فهم سادة بأمر السماء، ونجومٌ بين الأقمار تتلألأ على مر الأزمان.
من بين تلك الدوحة المباركة، يبرز فرع السادة الأشراف من آل المدني والحسن، الممتد من الأسر النبوية الشريفة، ومنها أسرة أحمد المدني العريقة، ذات الجذور الراسخة في المدينة المنورة، والتي انتقل بعض أبنائها إلى الأحساء بعد أن خُصّت بالثناء النبوي، والأحساء كانت موطن خير وبركة.
لقد عُرفت هذه الأسر الشريفة بعلو الهمة، والاشتغال بالعلم والعمل والفضل، فكان منهم العلماء، والأطباء، والمهندسون، والدعاة، وسفراء السلام والتسامح.
استقرت بعض فروع سادة المدني وسادة الحسن في المنطقة الشرقية منذ أجيال، واشتهرت بقيم الكرم، والتلاحم، والوفاء. امتهنوا الزراعة والتجارة، وعملوا في ميادين التعليم والإدارة، وكانوا من الرواد في أرامكو، والجهات الوطنية الكبرى.
نذكر منهم السيد المرحوم عبدالله الحسن، جدي لوالدتي الذي قضى عمره في فلاحة الأرض، والسيد محمد الحسن جدي لوالدي الذي شارك والده في تصدير خيرات الأحساء، متنقلاً بين دول الخليج. ومن أبنائه السيد علي محمد عبدالله، الذي عُرف بحسن الخُلق وسعة البذل، والذي خلّف ذرية مباركة من أهل الاختصاص في شتى العلوم والمجالات.
كما لا ننسى السيد سلمان الحسن، الذي عمل في قطاع البواخر والصناعة، وجميعهم رفعوا اسم الأسرة أينما حلوا.
أما والدنا السيد جواد الحسن، فكان من أوائل من التحق بخطوط التابلين في شمال المملكة، وأول العاملين في أرامكو من الأسرة، واستقر في مدينة الخبر، حيث غرس قيم الاجتهاد، وتخرج من ذريته القادة والمهنيين، والأطباء والإعلاميين، ممن واصلوا المسير بجدارة وتميّز.
ولا تزال أسر المدني والحسن متواجدة في دول الخليج والعراق وإيران، ويحافظون على الصلة والتواصل الوثيق فيما بينهم، نحو 35 أسرة من الأكاديميين والقيادات والوجهاء، يجمعهم النسب والمودة والهدف السامي.
إن السادة الأشراف شخصيات فاعلة في العالم الإسلامي، عددهم كبير، وأثرهم أعظم، يتوزعون بين العلوم والاقتصاد، والإدارة والدين، لهم اليد البيضاء في دعم المبادرات الوطنية والعالمية.
نشيد بمشروع ”على خطاه“ النبوي الشريف، ونعرب عن استعداد السادة الأشراف بكل أطيافهم لخدمة هذا المشروع المبارك، وفاءً للحكومة الرشيدة، وانتماءً للنهج المحمدي الأصيل.
أدعو السادة الأشراف في كل الأوطان إلى مزيد من التوادد والتآلف، وتبادل الخبرات، وتوسيع دوائر المحبة.
لقد نجحنا في لمّ الشمل، وها نحن نمدّ أيدينا لخير أوسع، بإذن الله تعالى.
سفراء السادة والأشراف هم سفراء المحبة والإخاء والتسامح في كل الكون.
رحم الله الماضين من أجدادنا وآبائنا، وأطال أعمار الباقين، خدمة للإسلام والعروبة، واجتماعاً على الخير، وثراءً في القيم، وغنىً بالرضا واليقين.
والله وليّ التوفيق.