حفلات التخرج خارج المدارس تثير جدلاً.. و”التعليم“: لا للتكاليف أو التمييز

مع اقتراب نهاية العام الدراسي في المملكة، تعود إلى الواجهة ظاهرة تنظيم بعض أولياء الأمور لحفلات تخرج خاصة ومكلفة لأبنائهم خارج أسوار المدارس، غالبًا في قاعات احتفالات وفنادق فخمة.
وفيما تعكس هذه المبادرات رغبة الأسر في التعبير عن فرحتهم بإنجازات أبنائهم، إلا أنها تثير جدلاً مجتمعيًا متجددًا بسبب التكاليف الباهظة وما قد تسببه من تمييز أو إحراج للطلاب الذين لا تستطيع أسرهم تحمل هذه النفقات.
وفي هذا السياق، شددت وزارة التعليم على موقفها الثابت بضرورة أن تكون جميع برامج الاحتفاء والتكريم التي تُقام داخل المدارس مجانية تمامًا، دون تحميل الطلاب أو أولياء أمورهم أي تكاليف مالية.
وأكدت الوزارة أن المشاركة في هذه الفعاليات المدرسية تظل اختيارية ومتروكة لرغبة الطالب أو ولي أمره، وذلك بهدف ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع الطلاب، ومراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتفاوتة للأسر، وضمان توفير بيئة تعليمية إيجابية ومحفزة.
وأوضحت الوزارة أن هذا التأكيد يأتي ضمن إطار تنظيمي أوسع وضعته لتفعيل الاحتفاء والتكريم داخل المدارس، بما يخدم أهدافًا تربوية وقيمية أعمق، مثل ترسيخ القيم الوطنية والانتماء، وإبراز أهمية تقدير الإنجازات الطلابية، وتعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة والمجتمع.
وانقسمت الآراء حول ظاهرة الحفلات الخاصة؛ حيث يرى مؤيدوها، ومنهم أولياء أمور ومعلمون، أنها فرصة للتعبير عن الفخر الشديد بالأبناء، وتمنح الأسر حرية أكبر في تنظيم احتفال مميز بعيدًا عن البروتوكولات المدرسية، وتساعد الطلاب على توثيق ذكرياتهم في أجواء احترافية ومرحة.
وقالت والدة الطالب مؤيد: ”ابني تفوق على نفسه هذا العام، وأردنا أن نُظهر له مدى فخرنا. الحفل خارج المدرسة كان رسالة دعم وامتنان له.“
وأشارت والدة الطالبة ”سلمى“ أن الحفلات خارج المدرسة تتيح للأسر حرية أكبر في التنظيم، بعيدًا عن قيود المدرسة الرسمية، مضيفة: ”الخريجون يستحقون لحظة خاصة ومميزة، دون بروتوكولات جامدة.“
وقالت المعلمة ”زينب. غ“. ”الطلاب يحبون التميز، وتنظيم حفلات خاصة يساعدهم على توثيق هذه الذكرى المهمة في بيئة مرحة واحترافية.“
في المقابل، عبر معارضون، من أولياء أمور وتربويين أيضًا، عن قلقهم من الآثار السلبية لهذه الحفلات.
وقالت والدة الطالبة ”ابتهال. م“: ”ابنتي عادت حزينة لأنها لم تُدعَ لحفل صديقاتها في قاعة خارجية، لأننا لا نملك تكلفة المشاركة.“
وقال المعلم باقر. ص: ”الاحتفال بالتخرج يجب أن يكون تربويًا وتعليميًا بالدرجة الأولى، أما المبالغة في المظاهر فهي تضعف الرسالة التربوية وتحوّل الإنجاز إلى استعراض اجتماعي.“
وفي هذا السياق، أكدت وزارة التعليم على ضرورة الالتزام بالضوابط المنظمة لإقامة الفعاليات، وفي مقدمتها الالتزام بالقيم الداعمة للولاء والانتماء الوطني وتعزيز الانضباط والأمانة والتعاون والعزيمة والتسامح مع احترام ثقافة المجتمع السعودي، والتقيد بالزي المدرسي المعتمد في المؤسسات التعليمية والامتناع عن ارتداء الملابس التي تحمل صورًا أو عبارات غير لائقة، واعتماد برنامج الحفل لكل مدرسة من قبل لجنة التوجيه الطلابي واللجنة الإدارية بالمدرسة بما يضمن تنظيمًا دقيقًا يتماشى مع السياسات التربوية المعتمدة.