آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 10:38 م

الصادق (ع) موسوعة متكاملة ونبع فياض

جمال حسن المطوع

إني لأجد القلم يقف عاجزًا، حائرًا أمام عظمة هذا الإمام الرباني، سيدي ومولاي الإمام جعفر الصادق ، في ذكرى يوم استشهاده. فهو موسوعة متكاملة، ونبع فيّاض يتدفق منه العلم والحكمة والإيمان والتقوى.

تتجلى عظمة شخصيته في أفق الإنسانية كلها، لا فرق فيها بين الإسلامية والأممية. وها هي نظرياته وبحوثه ما زالت - في زمن العولمة والتقدّم التكنولوجي المذهل - حاضرة لا يُستغنى عنها، بل تُعدّ منطلقًا لما بناه عباقرة العلم من خوارزميات ونظريات، لا تزال جذورها ترجع إلى ما سطّره من أسس وقواعد في شتى العلوم.

أما الجانب الإنساني، فقد تجلّى في دفاعه عن الحقوق، وإقامته للعدل، ومحاربته للظلم والفساد، مهما كان مصدره. وعلى صعيد الواقع الإسلامي، فقد أجمع أصحاب المذاهب الإسلامية على التزوّد من علومه، حتى قال أحدهم: ”لولا السنتان لهلك النعمان.“

لقد تحدّث عنه أعلام المذاهب الأخرى، وذكروا مآثره العظيمة التي كانت مرتكزًا هامًا لبقاء جوهر الدين الإسلامي، وهو الذي استقى فكره من مدرسة جده النبي الأكرم محمد ﷺ، وآبائه الطاهرين .

ورغم ما واجهه من ظروف قاسية، ومطاردات من مخالفيه، ظلّ شامخًا، صامدًا، بإيمان راسخ وعزيمة لا تلين. كانت حلقات درسه، العلمية والفقهية، مقصدًا للمحبّين والمخالفين على حد سواء، ينهلون من بحر علمه الفيّاض، غير آبهٍ باختلاف الرأي، إذ كان يقدّم الحق كما يراه، صريحًا لا مداراة فيه.

حتى إذا حانت ساعة الغدر، من أناس يُحسبون على الإسلام وهم منه براء، دسّوا له السُّمّ غدرًا وخيانةً، فارتقى شهيدًا، تاركًا تراثًا خالدًا، عامرًا بالحِكم والمواعظ والعلوم الزاهرة.

فسلامٌ عليه يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًّا.