آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 6:27 م

أخصائي نفسي: هوس الماركات قد يخفي نقصاً في الثقة ويتأثر بتسويق مبالغ فيه

جهات الإخبارية

أكد الأخصائي النفسي، عبدالله آل موسى، أن الانشغال المفرط أو ما يُعرف بـ ”هوس الماركات“ لا يصنف كمرض نفسي قائم بذاته، ولكنه قد يكون في كثير من الأحيان انعكاساً لحالات نفسية أخرى يعاني منها الفرد، مثل نقص الثقة بالنفس أو ضعف في المهارات الاجتماعية.

وأوضح آل موسى أن الدافع وراء اقتناء العديد من الأشخاص للماركات التجارية الشهيرة لا يرجع بالضرورة إلى جودتها العالية، بل يكمن في كونها تمثل ”صورة“ أو ”شعاراً“ اجتماعياً.

ويرى البعض في امتلاك هذه الماركات وسيلة لجذب الانتباه وتحقيق شعور بالتفرد والتميز داخل محيطهم الاجتماعي.

وأشار الأخصائي النفسي إلى أن بعض الشركات تلجأ إلى أساليب تسويقية مبالغ فيها لمنتجاتها، مما يساهم في رفع أسعارها بشكل قد لا يكون مبرراً بناءً على القيمة الفعلية للمنتج.

وأضاف أن هذا الأمر يقود بعض المستهلكين إلى الاعتقاد الخاطئ بأن السعر المرتفع هو مرادف للجودة الأفضل، كما يظن بعض الأفراد أن امتلاك ماركة معينة بحد ذاته كفيل بتعزيز مكانتهم الاجتماعية.

وفي جانب آخر، أكد آل موسى على تأثير الماركات على كيفية تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، حيث قد يبدأ البعض في إصدار أحكام على الأشخاص استناداً إلى الماركات التي يرتدونها أو يقتنونها.

ونصح آل موسى بضرورة تحويل التركيز من الاهتمام بالمظاهر الخارجية والماركات إلى الاستثمار في تطوير الشخصية والعقل، مشيراً إلى أن الموضات والماركات تتغير وتفقد بريقها بمرور الوقت، بينما يبقى تطوير الذات هو الاستثمار الحقيقي الدائم.

وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، أبدى آل موسى تفاؤلاً ببدء ظهور وعي متزايد لدى شريحة من المستهلكين تجاه الماركات، حيث بدأ البعض يتساءل بجدية عن الأسباب الحقيقية وراء دفع مبالغ طائلة في منتجات معينة، وعن القيمة الفعلية التي يحصلون عليها مقابل ذلك.

وحذر الأخصائي النفسي من خطورة ربط الهوية الشخصية للفرد بالماركة التي يستهلكها، مؤكداً على أن قيمة الإنسان تكمن في ذاته وما يحققه من تطوير لقدراته وشخصيته، وليس في منتج تجاري يمكن أن يمتلكه أي شخص آخر.