ري الحمضيات بعد العقد.. خبير يحذر من الإفراط ويوصي بالاعتدال لإنتاج وفير

أوضح المهندس يوسف القرزعي، من الإدارة العامة للإرشاد الزراعي، الأهمية القصوى لتنظيم عملية الري في بساتين الحمضيات، سواء كانت تتبع النظام العضوي أو التقليدي، وذلك خلال الفترة التي تلي عقد الثمار.
وقال القرزعي إن هذه المرحلة تُعد من الفترات الحرجة في دورة حياة شجرة الحمضيات، وتتطلب عناية خاصة وممارسات ري دقيقة بهدف تقليل نسبة تساقط العقد ”الثمار الصغيرة“ وضمان استمرار نمو صحي وسليم للأشجار والثمار المتبقية.
وأكد المهندس القرزعي وجود اعتقاد خاطئ لدى بعض المزارعين بضرورة زيادة كميات مياه الري خلال هذه الفترة ظناً منهم أن ذلك يساعد على نمو الثمار بشكل أفضل.
وشدد على أن هذا الاعتقاد غير صحيح، مشيراً إلى أن الإسراف في الري خلال مرحلة ما بعد العقد يؤدي إلى مشاكل وخيمة، أبرزها اختناق جذور الأشجار نتيجة تشبع التربة بالماء ونقص الأكسجين.
وأضاف أن زيادة الرطوبة المستمرة حول الجذور تهيئ بيئة مثالية لانتشار الفطريات المسببة لأعفان الجذور، مما يضعف قدرة الأشجار بشكل كبير على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية من التربة.
ولفت القرزعي إلى أن زيادة مياه الري تساهم في تسريع عملية غسيل العناصر الغذائية من منطقة الجذور إلى طبقات أعمق في التربة بعيداً عن متناول الأشجار، الأمر الذي يؤدي غالباً إلى ظهور أعراض نقص هذه العناصر على النمو الخضري والثمري.
وبناءً على ذلك، أكد المهندس القرزعي على ضرورة تنظيم عملية الري والمحافظة على مستوى رطوبة معتدل في التربة، بحيث تكون كافية لاحتياجات الشجرة دون الوصول إلى حد الإفراط أو التفريط.
وأشار إلى أهمية مراعاة نوع التربة والظروف الجوية السائدة عند تحديد كميات وفترات الري، مؤكداً أن الإدارة السليمة للري خلال هذه الفترة الحرجة هي المفتاح لتقليل تساقط العقد وضمان تحقيق إنتاجية عالية ومربحة لأشجار الحمضيات.