”سلمى وقمر“ يتوج بالنخلة الذهبية في ختام مهرجان أفلام السعودية

أسدل مهرجان أفلام السعودية الستار على دورته الحادية عشرة مساء الأربعاء في حفل بهيج أقيم على خشبة مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، الشريك الاستراتيجي للمهرجان.
واختتمت الدورة، التي نظمتها جمعية السينما بدعم من هيئة الأفلام على مدار أسبوع كامل، بتتويج الأفلام الفائزة بجوائز النخلة الذهبية المرموقة، وتكريم خاص للشخصية المحورية لهذا العام، الفنان إبراهيم الحساوي، بعرض فيلم وثائقي يروي مسيرته.
وفي أبرز نتائج المسابقات الرسمية، حصد فيلم ”سلمى وقمر“ للمخرجة عهد كامل جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل، متفوقاً على منافسيه البارزين ”هوبال“ لعبدالعزيز الشلاحي و”سوار“ لأسامة الخريجي.
وذهبت جائزة أفضل تمثيل للفنان مشعل المطيري، بعد ترشيح رولا دخيل الله وفهيد اليامي للجائزة ذاتها من قبل لجنة التحكيم.
ونال الفيلم العراقي ”أناشيد آدم“ للمخرج عدي رشيد جائزة أفضل فيلم روائي خليجي طويل، بينما حصلت أفلام ”هوبال“، ”سوار“، و”ثقوب“ على تنويه خاص من لجنة التحكيم تقديراً لجودتها الفنية.
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، تمكن فيلم ”ميرا ميرا ميرا“ للمخرج خالد زيدان من اقتناص النخلة الذهبية، مؤكداً موهبة مخرجه في المزج بين الحرفية والخيال، وذلك بعد منافسة قوية مع فيلمي ”أختين“ لوليد القحطاني و”انصراف“ لجواهر العامري.
أما جائزة عبدالله المحيسن للفيلم الأول، فكانت من نصيب فيلم ”شرشورة“ للمخرج أحمد النصر. وحصد فيلم ”وهم“ لعيسى الصبحي جائزة أفضل فيلم روائي خليجي قصير، مع تنويه خاص لفيلم ”انصراف“.
وفي فئة الأفلام الوثائقية، توج فيلم ”عثمان في الفاتيكان“ للمخرج ياسر بن غانم بالنخلة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، فيما ذهبت جائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية لفيلم ”قرن المنازل“ للمخرج مشعل الثبيتي.
ونال الفيلم الإماراتي ”الجانب المظلم من اليابان“ للمخرج عمر فاروق جائزة أفضل فيلم وثائقي خليجي، مع تنويهين خاصين لفيلمي ”دينمو السوق“ و”عين السبعين“.
من جهته، هنأ نائب مدير المهرجان، منصور البدران، الفائزين، مؤكداً على أهمية مواصلة مسيرتهم الإبداعية مستفيدين من الفرص الواعدة التي أتاحها المهرجان.
وأشار البدران إلى أن المهرجان أصبح منصة محورية لدعم صناعة السينما من خلال التنوع والتجديد في التجارب المطروحة سنوياً، مشيداً بما تميزت به الدورة الحالية من تنوع في العروض وجمعها لصناع الأفلام والجمهور وصولاً لرؤية فنية ملائمة للمشهد المحلي.
وعلى صعيد دعم المشاريع المستقبلية، اختتم سوق الإنتاج فعالياته بتوزيع 40 جائزة تجاوزت قيمتها الإجمالية 2,557,500 ريال سعودي، قدمتها 16 جهة مانحة لدعم مشاريع سينمائية سعودية وخليجية في مراحل التطوير والإنتاج.
وشملت الجوائز دعماً مالياً وتقنياً في مجالات متعددة، مما يعزز دور السوق كمنصة فعالة لدعم المشاريع وتوفير فرص التعاون المهني، حيث حظيت مشاريع مثل ”جثمان أخضر“، ”سالم غانم“، و”من ذاكرة الغرب: حادثة الحرم“ بدعم كبير من جهات رائدة كأكاديمية MBC ومنصة شاهد.
يُذكر أن الدورة الحادية عشرة انطلقت تحت شعار ”قصص تُرى وتُروى“، وركزت على محور ”سينما الهوية“، حيث عالجت الأفلام المشاركة موضوعات الذاكرة والانتماء والمكان من زوايا متنوعة، مما أثرى البرنامج ببعد فكري متماسك وجدل بصري بين الواقع والتخييل.
وأشرف على تقييم الأعمال لجان تحكيم ضمت نخبة من السينمائيين والنقاد المحليين والدوليين، ترأسهم المخرج الفرنسي إسماعيل فروخي «الروائي الطويل»، المخرج الياباني كين أوتشياي «القصير»، والمخرجة المصرية ماريان خوري «الوثائقي».
وفي كلمته الختامية، وجه مؤسس ومدير المهرجان، الشاعر أحمد الملا، رسالة مؤثرة لجمهور السينما، معتبراً أنهم يؤثثون هذا البيت السينمائي بدفء قلوبهم وأرواحهم المبدعة، مؤكداً أن الفيلم الحقيقي للمهرجان لا نهاية له ويتجدد بلقاء الجمهور كل عام، قائلاً: ”فيلمنا بلا نهاية، ولم يُصوّر بعد... عيدٌ بنيناه معًا، وبكم يكتمل.“