آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 7:16 م

القطيف..ارتفاع أسعار الذهب يدفع السيدات لبيع المشغولات القديمة و”الكسر“

جهات الإخبارية

كشفت جولة ميدانية أجرتها ”جهات الإخبارية“ في أسواق الذهب بمحافظة القطيف عن تباين واضح في استراتيجيات النساء للتعامل مع مدخراتهن من المعدن الأصفر، وذلك في ظل الارتفاعات والتذبذبات المستمرة التي تشهدها أسعاره عالمياً وتأثير المتغيرات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.

وأظهرت الجولة أن شريحة من النساء تتجه للاستفادة من الوضع الراهن عبر بيع مقتنياتهن، بينما تفضل شريحة أخرى الاحتفاظ بها كاستثمار آمن طويل الأجل في مواجهة الضبابية الاقتصادية.

ورصدت الجولة إقبالاً ملحوظاً من قبل عدد من النساء على بيع ما يمتلكنه من مشغولات ذهبية قديمة أو غير مستخدمة، والتي تعرف في السوق بـ ”الكسر“.

وأوضحت سيدات ضمن هذه الشريحة أن الدافع الرئيسي وراء قرارهن هو الرغبة في الاستفادة المادية المباشرة من المستويات السعرية المرتفعة الحالية للذهب، وتحقيق مكاسب آنية يمكن توظيفها لتلبية احتياجات ضرورية أو اغتنام فرص استثمارية أخرى.

وأشارت زهراء الماجد، التي التقتها ”جهات الإخبارية“ أثناء بيعها لبعض القطع، إلى أنها رأت في ارتفاع الأسعار ”فرصة لا تتفوت“ لتحويل قطع ذهبية قديمة ومكسورة، كانت مركونة لسنوات، إلى سيولة نقدية ستساهم بشكل كبير في توفير دفعة مقدمة لمسكن أبنائها المقبلين على الزواج.

واعتبرت أن الذهب وإن كان ”زينة وخزينة“، إلا أنه يمكن الاستفادة منه كمال عند الحاجة أو وجود فرصة ربح واضحة في ظل تقلبات السوق.

في المقابل، أبدت شريحة أخرى من النساء تخوفاً وقلقاً من التقلبات الحادة في أسعار المعدن النفيس ومن تداعيات الحروب التجارية والتوترات العالمية على الاستقرار الاقتصادي. ونتيجة لذلك، يفضلن التمسك بمقتنياتهن الذهبية وعدم التفريط فيها حالياً، حيث يعتبرن الذهب ”كنزاً حقيقياً“ وملاذاً آمناً لمواجهة الأزمات المحتملة.

وأكدت فاطمة الجراش، في حديثها لـ ”جهات الإخبارية“، وجهة نظر مغايرة تماماً، معتبرة أن من يبيعن الذهب حالياً قد يكنّ متسرعات.

وشددت على أن الأوضاع العالمية غير المستقرة تجعل من الذهب الضمان الحقيقي والأكثر أماناً مقارنة بالعملات النقدية، مؤكدة أن ما تمتلكه من ذهب، سواء كان موروثاً أو تم شراؤه كاستثمار طويل الأجل، يمثل أماناً للمستقبل ولأبنائها لا ينبغي التفريط فيه مقابل ربح مؤقت، مهما بدا السعر مغرياً.

وتعكس حيرة مريم السيهاتي، التي التقتها ”جهات الإخبارية“ أيضاً، مشاعر شريحة ثالثة تقف في المنتصف، ممزقة بين إغراء الأسعار المرتفعة والخوف من المستقبل المجهول.

وأعربت السيهاتي عن ارتباكها الشديد وتضارب مشاعرها، متأثرة بالآراء المتعارضة بين صديقاتها وجاراتها، فمنهن من باع وحقق مكاسب فورية، ومنهن من يرفض البيع قطعياً باعتبار الذهب أماناً للأيام الصعبة.

وأوضحت أنها تفكر في بيع بعض القطع القديمة غير المستخدمة للاستفادة من سعرها، لكنها تخشى الندم لاحقاً إذا واصلت الأسعار الارتفاع أو إذا حدثت أزمة مستقبلية، مشيرة إلى أن القرار ليس مجرد حسابات مالية بل يتضمن أيضاً ارتباطاً عاطفياً ببعض القطع، مما يجعل اتخاذ قرار نهائي أمراً صعباً.