آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 6:27 م

أخصائي نفسي: هكذا نواجه الوحدة قبل أن تتحول لمشكلة صحية مزمنة

جهات الإخبارية

حذر الأخصائي النفسي، الدكتور عبدالله الوايلي، من التبعات السلبية للشعور المزمن بالوحدة على الصحة النفسية والجسدية للفرد، مؤكداً أنه على الرغم من كون الوحدة شعوراً طبيعياً وصحياً في بعض الأحيان، إلا أنها قد تتفاقم لتصبح مشكلة مستمرة تحمل في طياتها مخاطر صحية جدية إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الملائم.

وأوضح أن استمرار هذا الشعور قد يؤدي إلى حالات من القلق والتوتر، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، فضلاً عن كونه قد يكون سبباً في تطور اضطرابات عقلية.

وأشار الدكتور الوايلي إلى أن الشعور بالوحدة ليس دائماً وليد اللحظة أو الاختيار، فقد ينشأ نتيجة عوامل خارجة عن إرادة الفرد، مستشهداً بالتربية الوالدية التي قد تقيد تفاعل الطفل الاجتماعي كأحد الأمثلة.

وأوضح أن مثل هذه الظروف قد تؤسس لعزلة اجتماعية تترسخ وتتزايد حدتها مع مرور الوقت، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للمعاناة من الوحدة المزمنة في مراحل لاحقة من حياته.

وفي المقابل، فرق الأخصائي النفسي بين هذا النوع من الوحدة وبين ما أسماه ”الوحدة الاختيارية“. وشرح أن الأخيرة تحدث حين يختار الفرد بإرادته قضاء بعض الوقت بمفرده بهدف التأمل أو مراجعة الذات وإعادة تقييم الأمور.

واعتبر هذا النوع من العزلة المؤقتة أمراً صحياً ومفيداً، شريطة أن يكون لفترة زمنية محدودة وألا يؤدي إلى انقطاع الفرد عن نشاطاته الاجتماعية المعتادة أو علاقاته المهمة.

ولمواجهة مشاعر العزلة غير المرغوبة وتداعياتها السلبية، قدم الدكتور الوايلي مجموعة من النصائح العملية.

وأوصى بأهمية السعي لتكوين علاقات اجتماعية جديدة وتوسيع دائرة المعارف، إلى جانب الانخراط في الأنشطة البدنية لما لها من تأثير إيجابي على الحالة النفسية.

وشدد على أهمية الاستثمار في تطوير الذات عبر تعلم مهارات جديدة أو الانضمام لدورات تدريبية. وختم بنصيحة جوهرية تتعلق بإدارة العلاقات القائمة، مؤكداً على ضرورة التحلي بالصبر والتفهم في التعامل مع الآخرين، وعدم التسرع في قطع العلاقات بسبب الاختلاف في الطباع أو وجهات النظر.