آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 6:27 م

دهاليز

يسرى الزاير

بلحظة شاردة من تفكيرنا قد تداهمنا سلسلة من الأحلام الراقدة في أقاصي دهاليز النسيان، تخطفنا بغتة من واقعنا، فتلقي بنا في متاهة من أكون؟ وأين أنا في هذا الكون؟.

لحظة هي قد توقد بداخلنا حلم إصابة الخدر جراء واقع حتم علينا الانسلاخ من أروع تصوراتنا ونكران أجمل أمنياتنا.

لحظة نتمنى أن تطول وتطول لتحلق بنا إلى عالم خيالي يمكننا فيه إصلاح ما أعطيته الظروف.

تلك لحظة تلقي بنا في قلب بحر هادر من الأفكار، أمواج هائلة من التساؤلات تتقاذفنا، في حين تخور قوانا، فنغرق في أعماق المجهول، لنستيقظ من لحظة الحلم الحالم فنجدها، وقد قذفت بنا فوق شاطئ محموم بحقيقة الواقع.

واقع برغم كل جماله وروعة أيامه وأغلى الأماني المعلقة على جيد القادم منه، إلا أن لحظة شاردة مباغتة قادرة أن تلهب مشاعرنا، وتشعل ذاكرتنا بتاريخ من الأحلام قد ضاعت بقصد أو دون قصد في دروب أعمارنا المشتركة مع غوالينا.

فكم هي اللحظات التي شكلت مفارقات في حياتنا، جمعت وفرقت، أفرحت وأحزنت، أعطت وأخذت.... كتبت بداية وختمت نهاية.

أجمل لحظة هي التي نصنع فيها بداية رحلة سعيدة.

أما أتعسها أن يقرر أحدهم إنزالنا في منتصف الرحلة تعسفاً بعد أن غير فجأة مسلكه.

لحظة ندرك فيها أن من أراد الوصل فرداً يستقل دراجة، ومن أراد الوصول جمعاً يستقل حافلة.

تلك لحظة تملكنا ولا نملك منها سوى ذكرى غافية في متاهة نكران ما قد كان أو لم يكن سوى خيال.

لحظة كهذه التي غزاني البوح فيها انهال خجول البلاغة مبعثر اللغة.