آخر تحديث: 25 / 4 / 2025م - 10:38 م

مستشار أسري: الانفتاح الثقافي سلاح ذو حدين.. والتطور لا يعني التفريط في الهوية

جهات الإخبارية

أوضح المستشار الأسري، سليمان الزايدي، أن الانفتاح الثقافي الذي تشهده المجتمعات المعاصرة يمثل ظاهرة معقدة ذات تأثيرات متباينة، فهي تحمل في طياتها جوانب إيجابية محفزة للتطور، وفي الوقت نفسه تنطوي على تحديات قد تؤثر على النسيج الثقافي والاجتماعي.

وأكد الزايدي أن المجتمعات قد جنت ثمارًا إيجابية متعددة بفضل هذا الانفتاح، حيث شهدت تطورًا ملحوظًا في العديد من المجالات الحياتية والمعرفية، مما أسهم في دفع عجلة التقدم.

ومع ذلك، نبه المستشار الأسري إلى أن هذا الانفتاح لا يخلو من جوانب سلبية محتملة، مشيرًا إلى إمكانية حدوث تغييرات غير مرغوبة في ثقافة المجتمع وقيمه الأصيلة نتيجة للتأثر بالثقافات الوافدة دون وعي أو تمحيص.

وشدد على أن تأثير الانفتاح الثقافي يتجاوز حدود التفاعل الاجتماعي المباشر بين الأفراد، ليمتد ويشمل جوانب حياتية واسعة ومتنوعة، ضاربًا أمثلة بتأثيره على أنماط الطعام واللباس، وأشكال الترفيه، وتذوق الفنون والموسيقى، وحتى طرق التفكير وتشكيل وجهات النظر تجاه الآخر وثقافته.

وفي سياق متصل، أشار الزايدي إلى أن التحدي الأبرز يكمن في كيفية تعامل المجتمع مع هذا الواقع، مؤكدًا أن التفاعل المثمر والإيجابي مع ثقافات الآخرين يتطلب وجود ”حصانة ثقافية“ قوية ومتينة لدى أفراد المجتمع.

وأوضح أن هذه الحصانة هي التي تمكن المجتمع من الاستفادة من الإيجابيات وتجنب السلبيات، والأهم من ذلك، الحفاظ على هويته وخصوصيته الثقافية وقيمه الراسخة في مواجهة التيارات الثقافية المختلفة.

وبيّن أن من بين التحديات الملموسة التي قد تواجه المجتمعات، حدوث تغيير في بعض العادات والتقاليد المتوارثة، أو تبني واستخدام بعض المفردات والمصطلحات الدخيلة التي قد تتعارض أو تسيء إلى منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية السائدة.

واكد على ضرورة أن تسعى المجتمعات ليس فقط إلى حماية نفسها والحفاظ على تماسكها الثقافي والاجتماعي من خلال تعزيز هذه الحصانة، بل يجب أن تكون أيضاً فاعلة ومؤثرة بشكل إيجابي في الثقافات الأخرى، بحيث تقدم نموذجًا يعكس قيمها وحضارتها، وتشارك في الحوار الثقافي العالمي من موقع القوة والثقة بالنفس، محققة بذلك توازنًا دقيقًا بين الأصالة والمعاصرة، وبين الانفتاح الواعي والحفاظ المدروس على الهوية.