الراجحي: وفيات العمل بالمملكة تنخفض لمستوى قياسي.. أقل من 1 لكل 100 ألف عامل

أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، أن التحولات الاقتصادية والرقمية المتسارعة تفرض تحديات متزايدة على بيئات العمل عالمياً، مشيراً إلى أن نحو 15% من العاملين حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة ببيئات العمل الضاغطة.
وشدد على ضرورة تعزيز الممارسات الوقائية وتحديث إجراءات السلامة والصحة المهنية باستمرار لمواكبة هذه التحديات.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي السابع للسلامة والصحة المهنية، الذي انطلقت فعالياته اليوم الأحد في الرياض، وشهد الإعلان عن حزمة من المبادرات النوعية لتعزيز بيئات العمل في المملكة.
وأعلن الوزير الراجحي عن تدشين المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إلى جانب إطلاق الدليل الاسترشادي لمعايير السلامة والصحة المهنية، الذي يهدف لتوحيد وتطبيق أفضل الممارسات الوقائية.
وفي خطوة لدعم الامتثال وتحفيز التميز، كشف الوزير الراجحي عن إطلاق برنامج الحوافز الوطني للامتثال والتميز في السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى جائزة المجلس الوطني للتميز في هذا المجال، بهدف ترسيخ ثقافة السلامة وتكريم الجهات الرائدة والمتميزة.
واستعرض بعض الإحصاءات الدولية المقلقة، موضحاً أن التقارير تشير إلى تسجيل قرابة 3 ملايين حالة وفاة سنوياً بسبب الحوادث والأمراض المهنية عالمياً، فضلاً عن 395 مليون إصابة عمل غير مميتة.
ولفت إلى أن الإجهاد الحراري وحده يتسبب في حوالي 23 مليون إصابة عمل و 19 ألف حالة وفاة سنوياً حول العالم، مما يؤكد حجم التحدي.
وشدد المهندس الراجحي على أن رؤية المملكة 2030 تولي اهتماماً بالغاً بتعزيز بيئات العمل لتكون أكثر أماناً وجودة وجاذبية، بما يدعم رفاهية العاملين ويعزز تنافسية سوق العمل السعودي.
وأكد أن تأسيس المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية جاء تحقيقاً لهذه الأهداف، حيث لعب المجلس دوراً محورياً في تطوير الإجراءات الوقائية وفق أفضل الممارسات العالمية.
وكشف الوزير عن تحقيق تقدم ملموس، تمثل في انخفاض معدل الوفيات المرتبطة بالعمل في المملكة إلى أقل من حالة وفاة واحدة لكل 100 ألف عامل خلال السنوات الثلاث الماضية بفضل جهود المجلس.
وعلى صعيد توطين مهن السلامة، بيّن الراجحي أن عدد العاملين السعوديين المتخصصين في هذا المجال تجاوز 29 ألف شخص، مسجلاً زيادة فاقت 130% مقارنة بخط الأساس في عام 2022.
أشار إلى تحسن كبير في مؤشرات الأداء، حيث ارتفع معدل امتثال المنشآت لمعايير السلامة إلى 72% بنهاية عام 2024، وبلغت نسبة أتمتة إجراءات حماية بيئة العمل 62%، مقارنة بـ 30% فقط في عام 2020.
وأكد على التزام المملكة الراسخ بتعزيز صحة الإنسان وخلق بيئات عمل آمنة ومحفزة ومستدامة، تماشياً مع رؤيتها الطموحة نحو مستقبل مزدهر. وأكد أن المؤتمر الدولي للسلامة والصحة المهنية يعد منصة هامة ومنصة متقدمة لدعم الجهود الوطنية والعالمية الرامية لتحقيق أعلى معايير السلامة في أماكن العمل.