آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 8:54 م

”لقاح يعالج 15 سرطاناً“.. هل هو حقيقة أم خيال علمي؟

جهات الإخبارية

فنّد الدكتور فهد الخضيري، المختص في أبحاث المسرطنات، ما تم تداوله مؤخرًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن اكتشاف مزعوم ”للقاح خارق“ قادر على معالجة خمسة عشر نوعًا من أمراض السرطان.

وأكد الدكتور الخضيري أن هذه الأنباء تحمل قدرًا كبيرًا من المبالغة والتهويل، موضحًا أن الأمر لا يعدو كونه دراسة بحثية ما زالت في مراحلها التجريبية ولم يتم إثبات نتائجها بشكل قاطع حتى اللحظة.

وأضاف الخضيري أن العقار الذي أثير حوله الجدل، والمعروف باسم ”نيفولوماب“، ليس لقاحًا بالمعنى التقليدي المتعارف عليه، بل هو أحد أنواع العلاجات المناعية التي تُستخدم في حالات سرطانية محددة.

وشدد على أن هذا النوع من العلاج يخضع لمراحل بحثية دقيقة ومطولة قد تستمر لثلاث سنوات قبل أن يتم الحسم النهائي بشأن فعاليته وسلامته للاستخدام على نطاق واسع.

وتعود جذور هذا الجدل إلى دراسة علمية حديثة تم نشرها في مجلة ”The New England Journal of Medicine“ المرموقة.

وتناولت هذه الدراسة فعالية دواء ”نيفولوماب“ ”Nivolumab“ في تحفيز الجهاز المناعي لدى المرضى لمهاجمة الخلايا السرطانية، وبشكل خاص في حالات سرطان الرئة والميلانوما ”سرطان الجلد“.

وأظهرت نتائج الدراسة الأولية، التي شملت أكثر من خمسمئة مريض، أن حوالي أربعين بالمئة من المشاركين أبدوا استجابة إيجابية للعلاج، بينما شهدت حالة خمسة وعشرين بالمئة منهم تحسنًا ملحوظًا.

ورغم هذه المؤشرات الواعدة، أكدت الدراسة ذاتها على أن النتائج لا تزال أولية وتستدعي إجراء المزيد من التجارب السريرية المكثفة للتحقق من فعاليتها على المدى الطويل وتحديد نطاق استخدامها الأمثل.

وفي سياق متصل، أشارت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ”FDA“ إلى أن عقار ”نيفولوماب“ كان قد حصل في وقت سابق على موافقة للاستخدام في أنواع محددة من السرطان، مؤكدةً في الوقت ذاته أن الأعراض الجانبية المحتملة، مثل الشعور بالتعب وظهور الطفح الجلدي، لا تزال قيد المتابعة والتقييم الدقيق.

وأكد على الأهمية القصوى للتوعية المجتمعية وعدم الانسياق وراء الإثارة الإعلامية التي قد تصاحب الإعلانات عن اكتشافات طبية جديدة.

وشدد على ضرورة التحلي بالصبر وانتظار النتائج النهائية للأبحاث والدراسات السريرية المعتمدة قبل اعتبار أي دواء أو علاج بمثابة ”اختراق علمي“ أو حل نهائي.