آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 8:54 م

أول دليل سعودي لتقنيات الذكاء الاصطناعي الصديقة لذوي الإعاقة

جهات الإخبارية

في مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة، أصدرت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل أول دليل سعودي متخصص في الأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المصممة لتكون صديقة ومساندة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وتأتي هذه الخطوة النوعية لتعكس التزام الجامعة العميق بتعزيز مفاهيم العدالة التعليمية، ودفع عجلة التمكين الرقمي لهذه الفئة الهامة، بالإضافة إلى تفعيل الأنظمة الوطنية التي تكفل حقوقهم.

وأكد رئيس الجامعة، الدكتور فهد الحربي، أن هذه المبادرة تستند بشكل أساسي إلى نظام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الصادر بالمرسوم الملكي رقم ”م/27“ بتاريخ الحادي عشر من صفر لعام 1445 هجرية، والذي يمثل إطارًا قانونيًا شاملاً يضمن الحقوق الأساسية لهذه الفئة في المملكة.

وأشار الدكتور الحربي إلى أن المادة الثامنة من هذا النظام قد أكدت على أحقية الأشخاص ذوي الإعاقة في الحصول على كافة الخدمات التعليمية والتدريبية المساندة في جميع المراحل الدراسية، وذلك ضمن بيئات تعليمية تكفل مبدأ تكافؤ الفرص وتقدم تمييزًا إيجابيًا يراعي احتياجاتهم الفردية ومتطلباتهم الخاصة.

وشدد رئيس الجامعة على أن إصدار هذا الدليل لا يقتصر على كونه إنجازًا محليًا، بل يعكس أيضًا التزام المملكة بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. كما يبرهن على سعيها المستمر لتطوير السياسات والممارسات الوطنية في هذا المجال، وتوفير أحدث الأدوات التعليمية المتقدمة التي تدعم مفهوم الشمول والإنصاف الرقمي، بما يسهم بشكل فعال في تقليص الفجوة التعليمية القائمة وتعزيز درجة استقلالية هذه الفئة من الطلاب.

من جهته، أوضح نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، الدكتور عبدالله الهيدب، أن الدليل يمثل تفعيلًا عمليًا لأحدث ما توصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الأهداف التعليمية والإنسانية النبيلة.

وأكد الدكتور الهيدب حرص الجامعة على تهيئة بيئة رقمية متطورة ومحفزة تراعي الفروقات الفردية بين الطلاب وتستوعب بشكل كامل تنوع احتياجاتهم ومتطلباتهم التعليمية.

وفي السياق ذاته، بيّنت عميدة عمادة التعليم الإلكتروني بالجامعة، الدكتورة منيرة الهاشري، أن هذا المشروع الطموح يُعد جزءًا لا يتجزأ من التوجه الاستراتيجي للجامعة نحو تحقيق تعليم رقمي شامل ومستدام.

وأضافت الدكتورة الهاشري أن هذا الدليل يشكّل الأول من نوعه على مستوى الجامعات السعودية، ويتضمن مجموعة شاملة ومتنوعة من التطبيقات الذكية المصممة خصيصًا لدعم عملية التعلم والتفاعل الأكاديمي لمختلف فئات الطلبة ذوي الإعاقة، حيث تم تصنيف هذه الأدوات والتطبيقات بحسب نوع الإعاقة، بما يضمن مواءمة التقنية المستخدمة مع احتياجات كل فئة بشكل دقيق وفعال.

وأكدت عميدة عمادة التعليم الإلكتروني أن هذه الأدوات والتطبيقات المبتكرة تسهم بشكل كبير في تعزيز فرص التعليم الذاتي للطلاب ذوي الإعاقة، وتحسين مستوى تفاعلهم الرقمي مع المحتوى التعليمي وزملائهم، بالإضافة إلى توفير وسائل مساندة فعالة تقلل من الحواجز الأكاديمية التي قد يواجهونها. ومن شأن ذلك أن يمنح الطلاب مزيدًا من الاستقلالية والاعتماد على الذات في مسيرتهم التعليمية، وهو ما يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو التحول الرقمي الشامل في قطاع التعليم العالي.

واختتمت الجامعة توضيحها بالإشارة إلى أن هذه المبادرة تأتي في وقت محوري يشهد فيه قطاع التعليم العالي تحولات جوهرية نحو الرقمنة وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد.

وأكدت أن هذا الدليل لن يكون مرجعًا مهمًا للطلبة ذوي الإعاقة فحسب، بل سيمثل أيضًا أداة قيمة للمؤسسات التعليمية الأخرى الساعية إلى تطوير مناهجها وتقنياتها التعليمية بما يراعي التنوع البشري ويضمن تحقيق العدالة الرقمية لجميع فئات المجتمع.