آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 8:54 م

المختص الراشد: وعي الزوجين وتنمية العواطف الناعمة أساس استمرار الحب

جهات الإخبارية

أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد على الأهمية البالغة لوعي الزوجين بضرورة تطوير علاقتهما الزوجية بشكل مستمر.

وشدد على أن اكتساب العواطف الناعمة وتحقيق عمق معرفي للمشاعر المتبادلة بينهما يمثلان حجر الزاوية الذي يمنح الفرص الثمينة لاستمرار شعلة الحب متقدة.

وأوضح الراشد أن الإيمان بأن الاختلاف في العلاقة الزوجية هو أمر طبيعي ومتوقع، شريطة أن يسعى كلا الطرفين بجد لإيجاد وتنمية الفرص العاطفية، يعد أمرًا حاسمًا لحماية العلاقة من براثن التوتر الزائد الخطير الذي يهدد ظهور عواطف الحب بصورتها السليمة والصحية.

جاءت هذه التأكيدات خلال المحاضرة التثقيفية التي ألقاها الراشد تحت عنوان ”كيف يستمر الحب؟“، والتي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس.

وأقيمت الفعالية، مساء الثلاثاء، في قاعة المحاضرات بمقر الجمعية، وشهدت حضور 23 شخصًا، تنوعوا ما بين المتزوجين والمتزوجات، بالإضافة إلى المقبلين والمقبلات على الزواج، ممن حرصوا على الاستفادة من خبرات الاختصاصي.

وخلال تفاعله مع الحضور، كشف الراشد، من خلال المناقشات الثرية، عن مستويات متباينة في وعي الحضور بعلاقاتهم الزوجية.

وأتاح الراشد فرصًا لبعض المشاركين لعرض تجاربهم الزوجية الشخصية، والتي امتد بعضها لعقود من الزمن، مؤكدين على سعيهم الدؤوب لزيادة استمرار الحب والمودة بينهم، رغم تحديات عالم يضج بالمسؤوليات العائلية المتزايدة والانفتاح والانشغالات المهنية والاجتماعية المتشعبة.

وفي سياق متصل، وضع الراشد أسسًا متينة لبناء بيت يغمره الحب، مؤكدًا أن هذا البيت يُبنى على علاقة زوجية سوية تقوم في جوهرها على الالتزام الراسخ والثقة المتبادلة بين الشريكين.

وأشار إلى أن تحقيق ذلك يتم من خلال خلق معانٍ مشتركة تعمل على إيجاد طقوس تواصل فعالة، وتشجيع الحديث الإيجابي والمثمر، مما يسهم في تقليل مستويات التوتر.

وشدد على أهمية أن يسعى كلا الزوجين لدعم وبناء حلم الشريك الآخر، مع ضرورة إتقان فن إدارة الخلافات بقبول تأثير الشريك وتفهم وجهة نظره عبر الحوار الناجح، والعمل على تهدئة الغضب، الأمر الذي يقودهم في نهاية المطاف إلى تبني منظور إيجابي لعلاقتهم، وصولًا إلى مرحلة الاعتزاز المتبادل بالشريك الآخر.

واعتبر الاختصاصي النفسي أن الحديث عن الحياة الزوجية هو في حقيقته حديث عن أهم حدث مميز ونوعي في مجمل العلاقات الإنسانية، وذلك لما يتبعه من تغيرات جوهرية وعميقة في حياة الزوجين، تستند جميعها إلى الميثاق الزواجي الذي أُقر بينهما، والذي وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بـ ”الميثاق الغليظ“.

وأكد أن هذا الميثاق يقتضي إمساكًا بمعروف أو تسريحًا بإحسان.

وعرض الراشد دراسة علمية سلطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين السعادة والزواج، حيث أظهرت النتائج أن الأشخاص المتزوجين غالبًا ما يكونون أسعد من غير المتزوجين، مبيّنًا أن الزواج في حد ذاته يزيد من معدل السعادة.

ونوه في الوقت ذاته إلى أن هذه السعادة قد تتناقص تدريجيًا بمرور الوقت حتى يعتاد الإنسان على ما هو فوق مستوى سعادته الطبيعية، مشيرًا إلى أن استمرار هذه السعادة يتطلب بذل مجهود للحفاظ عليها وتنميتها، بدلًا من افتراض أنها ستستمر تلقائيًا.

وتطرق الراشد أيضًا إلى العوامل المؤثرة على قرار الأفراد في علاقاتهم مع الآخرين، مؤكدًا على حتمية فهم هذه العوامل وتطويرها لتكون العلاقة صحية وفعالة.

وأوضح أن أول هذه العوامل يتمثل في التكاليف التي يقدمها الفرد، والفوائد التي يتوقع الحصول عليها من هذه العلاقة. ويلي ذلك عامل الشعور بالعدالة والتوازن فيما يقدمه وما يحصل عليه، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحقيق الرضا النفسي.

وأشار إلى أهمية العواطف التي يتم توظيفها من خلال مشاعر الحب والألفة.

ولفت إلى أثر التاريخ الشخصي لكل من الزوجين في علاقتهما، موضحًا أن هذا التاريخ يتكون من تجاربهما السابقة قبل الارتباط ومدى تأثير هذه التجارب في علاقتهما الحالية.

وأكد على ضرورة وعي الزوجين بالضغط الاجتماعي الذي يتشكل من توقعات المحيط العائلي، والزملاء، والمجتمع ككل.

وفي ذات السياق، لفت الانتباه إلى عامل الاحتياجات النفسية الأساسية المتمثلة في الحاجة إلى الأمان، والانتماء، والتقدير، مع ضرورة الالتفات لوجود ظروف خارجية قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على علاقتهما، مثل الضغوط المالية أو التغيرات الكبيرة في مسار الحياة.