آخر تحديث: 16 / 6 / 2025م - 1:54 ص

كيف يؤدي تراكم سموم التدخين إلى تدهور وظائف الجسم والإصابة بالسرطان؟

جهات الإخبارية

حذّر الدكتور فهد الخضيري، الباحث والمتخصّص في أبحاث المسرطنات، من الآثار التراكمية البالغة الخطورة للتدخين على مدى سنوات طويلة.

وأكد أن الاستمرار في استنشاق دخان السجائر لسنواتٍ مديدة يُضاعف بشكل كبير من احتمالات الإصابة بالأمراض المُزمنة والقاتلة، ويؤدي حتمًا إلى تدهورٍ متزايدٍ ومستمر في وظائف الجسم المختلفة، وهو تدهور يصعب تداركه أو عكس مساره لاحقاً.

وأوضح الدكتور الخضيري أن التدخين المستمر لسنوات طويلة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، الذي يُعد من أكثر أنواع السرطان فتكًا وشراسة، بنسبة قد تفوق 25 ضعفًا بعد مرور 25 عامًا من ممارسة عادة التدخين، وذلك عند المقارنة بغير المدخنين.

وشدد على أن كل عام إضافي يقضيه الفرد في التدخين يُضاعف من هذه الاحتمالات بشكل مقلق ومطرد.

وأشار إلى أن من أبرز الأمراض الخطيرة الأخرى المرتبطة بشكل مباشر بالتدخين مرض الانسداد الرئوي المزمن ”COPD“، والذي يشمل حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة.

ويؤدي هذا المرض بصورة مباشرة إلى ضيق شديد في التنفس، والتهاباتٍ متكرّرة في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى تراجعٍ كبيرٍ في قدرة الشخص على بذل أي مجهود بدني، حتى البسيط منه.

وبيّن الخضيري أن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتات القلبية والدماغية، تزداد حدةً وانتشارًا بشكل ملحوظ بين المدخنين.

وعزا ذلك إلى تأثر الأوعية الدموية سلبًا بتراكم السموم الناتجة عن احتراق التبغ، وما يصاحب ذلك عادةً من ارتفاعٍ في مستويات ضغط الدم، وزيادةٍ في معدلات تخثر الدم، وتسارعٍ ملحوظ في عملية تصلُّب الشرايين.

وأضاف أن دخان التبغ يحتوي على تركيبة معقدة تضم أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية ضارة، من بينها ما لا يقل عن 70 مادة مصنفة كمسرطنات معروفة.

وتؤثر هذه المواد الكيميائية والمسرطنة في مختلف أجهزة الجسم، وتزيد بشكل كبير من احتمالات الإصابة بأنواع متعددة من السرطانات، مثل سرطانات الفم والحلق والمريء، بالإضافة إلى سرطانات الكلى والمثانة وعنق الرحم والقولون وغيرها من الأورام الخبيثة.

ونبّه الباحث المختص إلى أن المدخنين يعانون بشكل عام من تدهورٍ تدريجي ومستمر في وظائف الرئة وقدرتها على أداء مهامها الحيوية، بالإضافة إلى ضعفٍ واضحٍ وملموس في جهاز المناعة.

وأوضح أن هذا الضعف المناعي يجعلهم أكثر عُرضةً للإصابات الفيروسية والبكتيرية المتكرّرة، ومنها الإنفلونزا الموسمية الشديدة، والالتهاب الرئوي الحاد، وكذلك التهابات الجلد واللثة المتكررة والمؤلمة.

وأكّد أن التدخين لسنوات طويلة يؤدي كذلك إلى تسريع ظهور علامات الشيخوخة على الجسم والبشرة، مثل التجاعيد المبكرة وترهل الجلد، وذلك نتيجة للإجهاد التأكسدي المتزايد الذي تتعرض له الخلايا والضرر الذي يلحق بالحمض النووي ”DNA“.

وعلى الرغم من هذه الصورة القاتمة للمخاطر الصحية، شدد الدكتور الخضيري على أن الإقلاع عن التدخين في أي وقتٍ وتحت أي ظرف يساهم بشكل فعال في تقليل هذه المخاطر الصحية وتخفيف آثارها، ”ولكن تبقى الوقاية دائمًا وأبدًا خيرًا وأفضل من العلاج“.

ودعا الخضيري المدخنين، بجميع فئاتهم وأعمارهم، إلى المسارعة في اتخاذ القرار الحاسم بالإقلاع الفوري عن هذه العادة الضارة، وعدم تأجيل هذا القرار المصيري، مؤكداً أن صحة الإنسان لا تُعوَّض بأي ثمن، وأن كل يومٍ يمر دون تدخينٍ يُعَد مكسباً حقيقياً للحياة وللصحة وجودة العيش.