آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 6:29 م

وداعا أبا طاهر وهنيئا لك هذا التشييع المهيب

حسين الدخيل *

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر: 27 - 30]

وقال تعالى:

﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 155 - 156]

صدق الله العلي العظيم.

”إذا مات العالم ثُلم في الإسلام ثَلمة لا يسدّها شيء إلى يوم القيامة“.

نشأ الشيخ صادق في أسرة متدينة مؤمنة طيبة، تحمل الإيمان والأخلاق العالية، فنهل منها، ونهل من علم والده المرحوم الحاج ملا حسن المقيلي وبعض العلماء.

وكان له حضور فاعل في محافظة القطيف وقراها من خلال إحياء المناسبات الدينية لأهل البيت .

وقيامه ببعض وظائفه الدينية كصلاة الجماعة، والقيام بشؤون الموتى من الصلاة على الميت وغيرها، وتعليم الأحكام الشرعية والعقائدية، وكان مجلسه الصغير وقلبه الكبير مفتوحين للجميع، وانشغاله بالخطابة في مناسبات المعصومين ، ناعيًا باكيًا على مصائب أهل البيت .

الشيخ صادق المقيلي هو شخصية دينية واجتماعية بارزة في بلدة القديح بمحافظة القطيف، عُرف بعطائه الواسع ومساهماته المتعددة في خدمة المجتمع.

كان للشيخ صادق المقيلي دورٌ فاعل في دعم جمعية مضر الخيرية، حيث أسهم في تأسيس لجنة كافل اليتيم، والزواج الجماعي في القديح، وواصل دعمه لبرامج جمعية مضر الخيرية والاجتماعية، وأشادوا بعطائه المستمر وتعاونه المثمر مع الجمعية على مدى السنوات الطويلة وحتى آخر حياته.

ينتمي الشيخ صادق إلى عائلة المقيلي المعروفة في القديح، والمشهود لها بالتواضع والإيمان وحب الناس، والتي لها حضور بارز في المجتمع. وتربطه علاقات قرابة مع العديد من الشخصيات الاجتماعية والدينية في المنطقة، مما يعكس مكانته المرموقة واحترام الناس له.

يُعتبر الشيخ صادق المقيلي من الشخصيات التي تركت أثرًا إيجابيًا في مجتمع محافظة القطيف، والقديح خاصة، من خلال دعمه للأعمال الخيرية والاجتماعية، ومساهماته في تعزيز الروابط الاجتماعية، وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين والأزواج، وسعيه في قضاء حاجات الناس.

كان زاهدًا ورِعًا محبًّا لأهل البيت .

وودعت القديح يوم الخميس الساعة الرابعة والنصف عصرًا، الموافق 15/5/2025 م، الشيخ صادق، وتوافدت الجموع الغفيرة من العلماء والمشايخ والسادة وعامة الناس من محافظة القطيف وخارجها لتشييع الشيخ صادق، وكان تشييعًا مهيبًا، دلالة على حبهم لهذا الشيخ الجليل، وبشعور من الحزن والألم على فقده وفراقه.

رحمك الله يا شيخ صادق «يا أبا طاهر»، يا صاحب الأيادي البيضاء، كنت تساعد الفقراء والمحتاجين، وفدت على رب كريم.

إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل، عائلة المقيلي الكرام، وكل من ينتسب لهذه العائلة الكريمة.

اللهم ارحمه برحمتك الواسعة، وأسكنه فسيح جناتك، واحشره مع محمد وآله الطيبين الطاهرين، وأخلف على فاقديه بالخلف الصالح، يا رب العالمين.