خبير زراعي: اللوز القطيفي كنزٌ.. وهكذا نضمن جودته وإنتاجه الوفير

أكد المهندس وليد الشويرد، مدير إدارة الزراعة بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، أن اللوز القطيفي يُعد واحداً من أبرز وأجود أنواع اللوز المحلية التي تشتهر بها محافظة القطيف في المملكة.
وشدد على أنه يمتاز بجودته العالية وطعمه الفريد، فضلاً عن كونه يمثل موردًا زراعيًا هامًا يحظى بمكانة خاصة في التراث الزراعي العريق للمنطقة.
وأوضح المهندس الشويرد، في معرض حديثه عن هذا المحصول المميز، أن موسم زراعة اللوز القطيفي يكون غالبًا في فصل الخريف، وتحديدًا خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، حيث تُسهم درجات الحرارة المعتدلة في هذه الفترة في إنبات البذور ونمو الشتلات بشكل صحي.
وأشار إلى إمكانية زراعته أيضاً في أواخر فصل الشتاء، وذلك وفقًا للظروف المناخية المحلية السائدة في كل عام. وفيما يتعلق بالتربة، لفت الشويرد إلى أهمية اختيار التربة المناسبة لضمان نجاح الزراعة.
وبين أن أشجار اللوز تفضل التربة الصفراء الرملية أو الطينية الخفيفة التي تتمتع بقدرة جيدة على الصرف، مع ضرورة تجنب الأراضي ذات التربة المالحة أو سيئة التصريف، داعيًا المزارعين إلى إجراء فحص دقيق للتربة قبل البدء بعملية الزراعة.
وفيما يخص عمليات الري، أوضح الشويرد أن شجرة اللوز القطيفي تتمتع بقدرة تحمل جيدة للجفاف نسبيًا، إلا أن توفير الري المنتظم، خاصة في مراحل النمو الأولى للشجرة، يُعد أمرًا ضروريًا لضمان نمو قوي وسليم.
ونصح باستخدام أنظمة الري بالتنقيط، لما لها من دور فعال في تقليل استهلاك المياه الثمينة ومنع حدوث مشاكل تعفن الجذور التي قد تنجم عن الرطوبة الزائدة.
وأضاف أن وتيرة الري تتفاوت حسب فصول السنة، حيث يتم الري كل ثلاثة إلى أربعة أيام تقريبًا خلال فصل الصيف، بينما تقل هذه الوتيرة لتصبح مرة واحدة كل سبعة إلى تسعة أيام في فصل الشتاء، مع الأخذ في الاعتبار معدلات هطول الأمطار ونسب الرطوبة في الجو والتربة.
وأشار مدير إدارة الزراعة إلى أن موسم حصاد ثمار اللوز القطيفي يبدأ عادةً في أشهر الصيف، وتحديداً بين شهري يوليو وأغسطس.
وقال من علامات نضج الثمار استعدادًا للحصاد، بدء القشرة الخارجية للثمرة بالجفاف والتشقق، وتحول لونها إلى البني الفاتح أو الأصفر. ويتم الحصاد في الغالب يدويًا، إما عن طريق هز أغصان الأشجار بلطف لتساقط الثمار الناضجة، أو بجمع الثمار المتساقطة طبيعياً أسفل الأشجار.
وحذر المهندس الشويرد من بعض الآفات التي قد تصيب محصول اللوز القطيفي، وذكر أن أبرزها حشرة ”دبابة الفاكهة“ التي تتسبب في تلف الثمار من الداخل، مما يؤثر على جودتها وقيمتها التسويقية.
وبيّن أن طرق الوقاية والمكافحة تشمل استخدام المصائد الفرمونية المتخصصة، وتطبيق مبيدات حشرية عضوية وآمنة تحت إشراف زراعي دقيق، بالإضافة إلى أهمية جمع الثمار المصابة والتخلص منها بطرق آمنة وصحية، وتعقيم التربة المحيطة بالأشجار بعد انتهاء موسم الحصاد للحد من انتشار الآفة.
وأشار إلى وجود حشرات أخرى قد تؤثر على نمو الأشجار، مثل حشرات المن والعناكب الحمراء، والتي يمكن مكافحتها بفعالية باستخدام الصابون الزراعي أو مبيدات حشرية طبيعية أخرى.
وأكد على أن زراعة اللوز القطيفي تتطلب عناية خاصة ودقيقة من حيث اختيار التربة المناسبة، وتطبيق برامج ري متوازنة، وتنفيذ خطط مكافحة متكاملة للآفات والأمراض.
وشدد على أهمية الالتزام بالأساليب الزراعية الحديثة والممارسات الجيدة لتحقيق إنتاج وفير وجودة عالية لهذا المحصول الثمين، الذي يُعد بحق من الكنوز الزراعية المحلية التي تفخر بها محافظة القطيف وتساهم في التنوع الزراعي للمملكة.