آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 11:41 ص

ناسية أنوثتك

سوزان آل حمود *

تُعتبر الأنوثة جوهرة فريدة من نوعها، تحمل في طياتها قوة ورقة في آن واحد. إنها ليست مجرد مفهوم يرتبط بالمظهر الخارجي، بل هي تعبير عن الذات، عن العواطف، والقدرة على العطاء. في عالم سريع ومتغير، قد تنسى المرأة أحيانًا جوهر أنوثتها، مما يؤدي إلى فقدان التوازن في حياتها.

تعيش المرأة اليوم في مجتمع يفرض عليها الكثير من الأدوار والمسؤوليات. فقد تجد نفسها مشغولة في العمل، أو تربية الأبناء، أو حتى في الدراسة، مما يجعلها تركز على جانب واحد من حياتها. إذا طغى جانب على آخر، قد يؤدي ذلك إلى فوضى في حياتها، حيث تتراجع أولوياتها وتجعلها عرضة للإرهاق والتوتر.

تعتبر الأم من أبرز الشخصيات التي تُهمل أنوثتها. في سعيها لرعاية الأبناء وإدارة المنزل، قد تنسى نفسها تمامًا. تضع احتياجات أطفالها وواجباتها المنزلية في مقدمة أولوياتها، مما يجعلها تتجاهل الاهتمام بمظهرها الخارجي أو صحتها النفسية. هذه الإهمالات قد تؤدي إلى شعور بالضغط وفقدان الهوية.

أما الموظفة، فهي تسعى لتحقيق النجاح في عملها، مما يجعلها تنسى دورها كزوجة وربة منزل. قد تفرط في العمل، مما ينعكس سلبًا على علاقتها بأسرتها. إن الانغماس في الوظيفة دون توازن يؤدي إلى تباعد أفراد الأسرة وفقدان الروابط العاطفية.

وفي سياق آخر، نجد الطالبة التي تركز بشكل كامل على دراستها، فتنسى عائلتها وأصدقائها. تسعى لتحقيق درجات عالية، ولكنها تفقد الاتصال بالأشخاص الذين يحبونها ويدعمونها. هذا التركيز المفرط يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعزلة والضغط.

عندما تنسى المرأة أنوثتها، تتفلت الأمور من يدها. تتراكم الضغوطات وتبدأ العلاقات في التصدع. يبتعد أفراد الأسرة عن بعضهم، وتقل اللحظات الجميلة التي تجمعهم. وعندما يتطور الوضع وتصبح الأمور أكثر تعقيدًا، قد تجد المرأة نفسها تبحث عن طرق لاستعادة ما فقدته، مثل اللجوء إلى أطباء التجميل، ولكن قد يكون الأوان قد فات.

إن الجمال الحقيقي يكمن في جمال الروح والتوازن بين كل جوانب الحياة. الحياة موزونة بمشيئة الله، ويجب على المرأة أن تعيد تقييم أولوياتها. تحتاج إلى تخصيص وقت لنفسها، سواء من خلال ممارسة الهوايات، أو الاسترخاء، أو قضاء وقت مع الأهل والأصدقاء.

ختامًا

يجب على المرأة أن تتذكر أنها أنثى قبل كل شيء. يجب أن تعيد اكتشاف نفسها وتوازن حياتها. الأنوثة ليست مجرد شكل، بل هي قوة داخلية تعكس الجمال الحقيقي. الحياة قصيرة، ويجب أن نعيشها بكل تفاصيلها، مع التركيز على النفس والعلاقات. فلتكن الأنوثة مصدر إلهام، ولتكن الحياة مليئة بالحب والسعادة.