مستشار اجتماعي: ”مشاهير الغفلة“ ينشرون محتوى هابطاً ويهددون قيم الأطفال

رأى المستشار الاجتماعي، طلال محمد الناشري، أن ما أسماهم ”مشاهير الغفلة“ الذين يملأون منصات التواصل الاجتماعي بمحتويات وصفها بالهابطة والمخالفة للقيم والمبادئ والأخلاقيات، يشكلون تأثيراً سلبياً خاصة على الأطفال.
وأشار إلى أن هؤلاء المشاهير يحاولون بشتى الطرق فرض آرائهم السلبية، ويسعى الأطفال أحياناً إلى تقليدهم بشكل أعمى، وقد يصل الأمر إلى اعتبارهم قدوة.
وقال الناشري إنه من المؤسف ملاحظة ازدياد قيام بعض المشاهير في الفترة الأخيرة بإعداد محتويات غير مفيدة، بل ومؤثرة سلباً على بناء شخصيات جيل اليوم، موضحاً أن دافعهم الأساسي غالباً ما يكون تعزيز الشهرة وزيادة عدد الإعجابات وفرض الآراء والأفكار الشخصية التي يتبنونها.
وفي المقابل، أضاف الناشري أن هناك مشاهير يستحقون بالفعل كل الإشادة والتنويه والتشجيع، نظراً لتقديمهم أعمالاً وصفها بالنبيلة والجليلة عبر محتويات تحمل معلومات مفيدة أو تروج لأعمال خيرية أو تسلط الضوء على مكتسبات وإنجازات وطنية أو مجتمعية تستحق الإشادة.
وأكد أن أهداف هذه الفئة من المشاهير عادة ما تكون نبيلة وإنسانية وواضحة للجميع.
ونوه المستشار الاجتماعي بأن الأطفال قد يتعرضون عبر منصات التواصل الاجتماعي لمزيج من المحتويات الصالحة والطالحة، وقد لا يترددون في تقليد ما يشاهدونه، لمجرد أن شخصية مشهورة قد فعلت ذلك، مما يمهد الطريق أمام الآخرين لتقليده.
وحذر من أن ذلك قد يؤدي إلى اتخاذ هؤلاء المشاهير كقدوة في حياتهم، بعيداً عن المؤثرين الحقيقيين مثل الوالدين وأفراد الأسرة المقربين.
ودعا الناشري أولياء الأمور إلى ضرورة توجيه أبنائهم نحو المحتوى الصحيح والإيجابي على منصات التواصل الاجتماعي، وإبعادهم عن التأثر السلبي بمحتويات ”مشاهير الغفلة“.
وشدد على أهمية التأكيد للأبناء أن بناء شخصياتهم لا يتم عبر تقليد هؤلاء، مبيناً أن الوالدين يلعبان دوراً محورياً في تلقين أبنائهم القيم والمبادئ والسلوكيات الاجتماعية الصحيحة.
وأشار إلى أن مرحلة المراهقة تلعب دوراً هاماً في تكوين شخصية الأبناء، حيث تشكل قاعدة أساسية لبناء السمات والخصائص التي سترافقهم في مراحل حياتهم اللاحقة.
وأكد أن بناء شخصية متوازنة نفسياً وصحياً ومستقلة للأبناء يقع على عاتق الآباء والأمهات والمجتمع كمسؤولية مشتركة، داعياً الوالدين إلى تقديم كل الدعم اللازم لأبنائهم خلال مراحل نموهم، وعدم تركهم يبحثون عن نماذج لتعزيز بناء شخصيتهم في العالم الرقمي والفضاء السيبراني.