كيف نحمي المجتمع من مخاطر المعلومات الطبية المغلوطة؟ استشاري يجيب

أكد الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أن نسبة كبيرة ومقلقة من أفراد المجتمع لا تزال تُظهر قابلية عالية لتصديق معلومات طبية غير موثقة المصدر، الأمر الذي قد يُعرضهم لمخاطر صحية جسيمة نتيجة اتباع نصائح أو علاجات خاطئة.
وقال الدكتور النمر، إن هناك غيابًا واضحًا للثقافة الطبية العامة التي من شأنها أن تحمي الأفراد من تأثير الشائعات الصحية والمعلومات المغلوطة المنتشرة.
وأشار إلى أن الجهل بالمعلومة الطبية الصحيحة لا يقتصر على فئة غير المتعلمين فقط، بل قد يمتد ليشمل حتى أصحاب التخصصات العلمية الأخرى غير الطبية.
وأضاف: ”قد تجد شخصًا متخصصًا في القانون لكنه لا يملك أي معرفة طبية، أو طبيبًا لا يعرف شيئًا عن القانون، وهذا أمر طبيعي، لكن الخطورة تكمن حينما يعتقد البعض أنهم يملكون المعرفة الطبية الكافية من خلال معلومات مغلوطة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي.“
وتابع النمر موضحًا أن مقارنة مستويات الوعي الصحي بين مختلف الشعوب تُظهر أن هناك فجوة كبيرة تحتاج إلى معالجة في العالم العربي.
وأشار إلى أن المتوسط العام لوعي المواطن الأمريكي، على سبيل المثال، قد يُعادل وعي طالب في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي، ومع ذلك، فإن مستويات ”الأمية الصحية“ في مجتمعاتنا قد تكون أعلى بكثير من ذلك.
وشدد استشاري أمراض القلب على الضرورة الملحة لإدخال مناهج صحية مبسطة ومناسبة ضمن مناهج التعليم العام في مراحل مبكرة.
واقترح أن تتضمن هذه المناهج تعريفًا بأساسيات أمراض القلب الشائعة، وأضرار التدخين، وأهمية العناية بصحة الفم والأسنان، وغيرها من المفاهيم الصحية الأساسية التي تُسهم في تكوين ثقافة صحية ووقائية لدى النشء منذ الصغر، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات صحية سليمة في المستقبل.
واختتم الدكتور النمر حديثه بالقول: ”لست الشخص المخوّل بالحكم على المناهج التعليمية، لكن من الواضح أن هناك حاجة ماسة لتعزيز المحتوى الصحي في هذه المناهج بما يكفي لبناء وعي صحي متين لدى الطلاب، يحصنهم من الوقوع ضحية للمعلومة الخاطئة والمضللة في مستقبلهم ويجعلهم أكثر قدرة على التمييز والبحث عن المصادر الموثوقة.“