آخر تحديث: 15 / 6 / 2025م - 3:09 ص

المكتبة المنزلية: ضرورة ثقافية تتحدى الزمن أم مجرد ديكور؟

جهات الإخبارية عبدالباري الدخيل - القطيف

أكد عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي أن المكتبة المنزلية ما تزال تحتفظ بقيمتها كرمز للسكينة والمعرفة ومصدر دائم للإلهام والتأمل، مشددين على أنها ليست مجرد مساحة لحفظ الكتب، بل تعبير عن تقدير عميق للعلم والثقافة، ورغبة في بناء بيئة تفاعلية محفزة على القراءة والتفكر.

جاء ذلك في معرض إجاباتهم على تساؤلات طرحتها ”جهات الإلكترونية“ حول مدى أهمية المكتبة المنزلية في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعدد مصادر المعلومات.

وفي هذا السياق، أوضح حسين منصور الشيخ أن لوجود المكتبة في المنزل دلائل تربوية مهمة، إذ تساهم في ربط الأسرة بالكتاب منذ النشأة، مما يرفع من قيمة الكتاب كعنصر أساسي في تكوين شخصية الإنسان المعاصر.

وأشار إلى أن نشأة الأبناء على هذا الارتباط يمهد الطريق نحو بناء أجيال مثقفة وواعية، متصلة بتاريخها وحضارتها، ومنفتحة على المنجزات الحديثة، مؤكدًا أنه لا يمكن التقليل من قيمة تفعيل المكتبة المنزلية من قبل الوالدين.

من جانبها، اعتبرت فاطمة الحاجي أن المكتبة المنزلية تمثل ضرورة تربوية وأخلاقية وثقافية ودينية، فضلاً عن كونها قطعة ديكورية جميلة.

وتوافقها الرأي زهراء سليمان الدخيل التي وصفت المكتبة المنزلية بالضرورة الملحة، ليس فقط لأهميتها للبالغين، بل لتأثيرها الممتد للأطفال، حيث يساهم نشوء الطفل على حب الكتب في تشكيل شخصية واعية ومفكرة وناقدة، قادرة على تحليل الأحداث وحل المشكلات.

وأكد محمد المبارك أن المكتبة تظل حاجة ضرورية وملحة لا غنى عنها للباحث عن المعرفة، بغض النظر عن تطور أشكال الكتاب وتعدد مسمياته، سواء كان مقروءًا، مسموعًا، إلكترونيًا أو غير ذلك، مشددًا على ضرورة تواجدها في المنزل والعمل والمدرسة.

بدوره، رأى عيسى العيد أن وجود المكتبة بحد ذاته يمثل بوابة معرفية قد تُفتح في أي وقت، سواء اعتبرت ضرورة ثقافية أم عنصرًا ديكوريًا، مشيرًا إلى أهمية غرس الوعي بأهمية القراءة داخل المنزل ليكون للمكتبة دور فعال.

وفي سياق متصل، أبان حسن الجميعان أن المكتبة ضرورة وحاجة ماسة في كل منزل، وينبغي الاهتمام بها لتحويل القراءة إلى جزء من الحياة والسلوك والوعي، معربًا عن أسفه لتحولها لدى البعض إلى مجرد ترف وديكور.

ولفتت كريمة الصفار إلى أن المكتبة المنزلية ضرورة ثقافية ومكان للمعرفة والتغذية العقلية، مستنكرة تحولها في بعض المنازل إلى قطعة أثاث تُملأ بكتب لا تُقرأ.

وأشارت مريم الجارودي إلى أن حرص العديد من الأماكن اليوم على وجود أرفف للكتب، سواء للقراءة أو الديكور، يعكس ضرورة تعايش الإنسان مع الكتب واعتياده على رؤيتها ومن ثم قراءتها.

وذكرت هنا العمران أن المكتبة المنزلية يمكن أن تجمع بين كونها وعاءً ثقافيًا وجماليًا مهمًا.

وأضافت مريم قنيص أن المكتبة ضرورة ملحة، خاصة في زمن انجذاب الأجيال للتكنولوجيا، مؤكدة على دور الوالدين في حماية عقول أطفالهم من خلال تشجيعهم على القراءة.

وترى زينب العبدالله أن المكتبة ضرورة لا غنى عنها، فالكتب وعاء معلومات يحتفظ بقيمته العلمية والأدبية على مر الأعوام، ويمكن أن تكون إرثًا عائليًا قيمًا، فضلاً عن طابعها الجمالي الذي قد يكون مدخلاً للقراءة.

وأيدت إيمان الجيراني هذا الطرح، مؤكدة أن القراءة ضرورة، وبالتالي فإن إنشاء مكتبة يعد ضرورة أيضًا رغم الميل العصري لإنشائها لجماليتها.

وشددت فاطمة البيك على أن المكتبة المنزلية ضرورة واحتياج كاحتياج الجسم للماء، فيما أكدت فاطمة الجشي أنها ليست مجرد ديكور، بل انعكاس لوعي الأسرة بأهمية المعرفة، وأن وجود الكتب في متناول اليد يشجع على القراءة العفوية.

وأوضحت زينب البقال إمكانية أن تجمع المكتبة بين العنصر الجمالي والثقافي، وأن تنوعها يفيد جميع أفراد العائلة. واعتبرت السيدة فضيلة اليوسف أن المكتبة المنزلية ضرورة حياتية كالتلفاز تمامًا.

وفيما يتعلق بالرأي القائل بأن المكتبة المنزلية أصبحت عبئًا في ظل تسارع الحياة وضيق المساحات، تباينت ردود الأفعال مع ميل غالبيتها إلى رفض هذا الطرح. فقد اقترح حسين منصور الشيخ الاستفادة من المكتبات العامة وتخصيص أرفف منزلية للكتب سهلة التناول، أو تقديم القصص والكتيبات كهدايا ومكافآت للأبناء.

من جهته، رأى حسن الجميعان أن الأمر يعتمد على رؤية الفرد، وأن محب الكتب سيذلل العقبات، مشيرًا إلى الحلول التقنية التي تسمح بإنشاء مكتبات ضخمة في أجهزة صغيرة.

واعتبرت فاطمة الحاجي أن كل ما سوى المكتبة هو العبء، ولم تتصور السيدة زهراء سليمان الدخيل أن المكتبة تشكل عبئًا إلا إذا أُهملت، لافتة إلى وجود تصاميم مكتبات تناسب المساحات الضيقة.

ورفض عيسى العيد فكرة أن تكون المعرفة ضحية لضيق المساحة، مؤكدًا أن الإنسان يجد مساحة لما يحب.

ولم ترَ مريم الجارودي أن المكتبة عبء، فمن لديه قدرة على جمع الكماليات قادر على تخصيص مساحة للكتب.

وأكدت هنا العمران أنه دائمًا هناك فسحة للكتب، وأن الأمر يعتمد على أولويات القارئ. وذكرت السيدة مريم قنيص أن من يعي أهمية الكتاب سيجد طرقًا مبتكرة لتنظيم المساحات.

ووصفت زينب العبدالله القول بأن المكتبة عبء بغير الصحيح، وأن من يريد القراءة سيجد لها مكانًا. وشددت السيدة إيمان الجيراني على أن القراءة ضرورة يجب أن تشغل حيزًا في حياتنا ومنازلنا.

ووصفت السيدة فاطمة البيك هذا القول بأنه لا يصدر إلا عن ذي فكر منحصر، داعية إلى نشر أرفف الكتب في كل مكان لتعزيز الشعور بأهميتها.

ورأت فاطمة الجشي أن الأمر يعتمد على إدارة المساحة واختيار الكتب.

واعتبرت زينب البقال المكتبة كنزًا، وأنها مستعدة للتخلي عن مساحات أخرى من أجل إضافة كتاب.

وفي المقابل، أشارت كريمة الصفار إلى أن القراءة الورقية قد تقل أهميتها لدى البعض في ظل سرعة الوصول للمعلومات الرقمية، بينما أكدت فضيلة اليوسف أن وجود المكتبة يضفي لمحة جمالية رائعة على المنزل.