خبير طقس يكشف: لماذا شمس أوروبا وأميركا ”أقسى“ رغم اعتدال الحرارة؟

أوضح أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، الأسباب الكامنة وراء شعور المبتعثين والمسافرين بحرارة الشمس ولسعها بشكل أشد في مناطق بأوروبا وأميركا مقارنة بالمملكة، على الرغم من أن درجات الحرارة المسجلة في السعودية قد تكون أعلى.
وأرجع ذلك إلى عدة عوامل مناخية وجوية متداخلة.
وبيّن الدكتور المسند أن من أول هذه العوامل نقاء الغلاف الجوي وصفاء السماء في العديد من مناطق أوروبا وأميركا الشمالية، حيث تندر العوالق الدقيقة مثل الغبار المنتشر بكثافة في أجواء منطقة الخليج.
وأشار إلى أن هذه العوالق الموجودة في أجواء المملكة تساهم في تشتيت وامتصاص جزء من أشعة الشمس، مما يخفف من حدة تأثيرها المباشر على الجلد.
وأضاف أن زاوية سقوط أشعة الشمس تلعب دورًا مهمًا في هذا الإحساس، موضحًا أن الأشعة تقطع مسارًا أقصر عبر الغلاف الجوي في خطوط العرض العليا التي تقع فيها أجزاء من تلك القارات، الأمر الذي يزيد من تركيز الإشعاع الشمسي الساقط على سطح الأرض.
وأشار إلى أن الارتفاع عن سطح البحر في بعض المناطق الأوروبية، أو في المرتفعات السعودية مثل الطائف وأبها وجبل اللوز، يؤدي إلى تقلص في كثافة الغلاف الجوي، وبالتالي تقليل درجة الحماية الطبيعية من الأشعة فوق البنفسجية، وزيادة الإحساس بلسعة الشمس حتى مع اعتدال درجات الحرارة.
وأوضح المسند أن نسبة الرطوبة تعد أيضًا من العوامل المؤثرة بشكل كبير. فبينما تساعد الأجواء الجافة، كما في منطقة نجد على سبيل المثال، على تبخر العرق بسرعة من الجسم مما يؤدي إلى تبريده، فإن الرطوبة المرتفعة في بعض المناطق الأوروبية تتسبب في احتباس العرق على الجلد. وهذا بدوره يضاعف من شعور الإنسان بحرارة الشمس ويقلل من فعالية آلية التبريد الطبيعية للجسم.