آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 9:38 ص

الإعلام والكلمة الموضوعية

أحمد منصور الخرمدي *

يعتمد التخاطب والتعامل مع الناس على الكلمة الموضوعية الهادفة، الكلمة الصحيحة التي تُبيِّن الحقائق كما هي، وتبتعد عن المبالغات والمهاترات، فالكلمة لها شرفها ووجوب صيانتها من العبث، والارتقاء بها عن كل ما من شأنه إثارة الفتن والضغائن والأحقاد.

الكلمة الموضوعية هي الكلمة الطيبة التي تمتلك التعبير عن الصدق والمصداقية، وتشخيصًا للقيم والمبادئ الحسنة التي تعمل على توثيق أواصر الإخاء والتآزر، تقف بجانب الحق والعدل والسلام، تمقت الظلم والعدوان، وإن ديننا الإسلامي دعا إلى الكلمة الطيبة، قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: آية 83]، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم: آية 24]، وقوله سبحانه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [الإسراء: آية 53]، وكذلك قول الرسول الكريم ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»، وقوله ﷺ: «الكلمة الطيبة صدقة».

إن نجاح المجتمعات ورقيّها يتطلب الكثير من الجهد، أولها أن تُستحدث مراحل جديدة ومتميزة، يسودها الأمن والاستقرار، ويكون فيها إفساح المجال للعديد من الأنشطة المجتمعية، الرسمية منها والأهلية، تلك الأنشطة الخلّاقة والجميلة التي تزدهر بها بلدانها وتنتعش فيها مشاريعها الحيوية، تجعلها تمضي قدمًا في أداء رسالتها، مع الإسهام الجاد في التنمية الاجتماعية والإنسانية بكافة الوسائل والمتطلبات بحجم الإمكانيات المتوفرة لديها، المادية والثقافية، التي من شأنها أن تُحقق المؤثر القوي في البناء والنهضة.

الطرق السليمة التي تواكب التطور والتقدم وتخدم الأهداف العامة، والتي تسهم في الحفاظ على التنظيم والارتباط الموثق بالأنشطة الثقافية المتنوعة، تشجع العاملين المهنيين، الإعلاميين والمثقفين عامة، على تطوير المزيد من الوسائل لرفع مكانة الكلمة، والإسهام الكبير في توسيع الكفاءات الشابة الواعدة، التي تتطلع إلى بلوغ مراميها، حتى تكون أداة فعالة لمجتمعاتها وأوطانها، ولتكون قوية في ملامحها إلى جانب مسؤولياتها الصحفية المشرفة.

إن الإعلام السعودي، بفضل من الله، ثم بما تبذله الدولة - رعاها الله - ومنذ إنشائه وتطوره، يسير على نهجٍ حثيثٍ في مسارات الرقي والازدهار، مدركًا ضخامة المسؤولية تجاه الوطن والمواطن، في التخطيط والإدارة والإشراف والمتابعة، والدعم المتواصل لجميع وسائل الاتصال والإعلام، المطبوعة والمسموعة والمرئية، وكل ما يصل عبر كافة قنوات الاتصال الإعلامي والتواصل الاجتماعي، وبالكلمة الموضوعية الهادفة والراقية، تحقيقًا لأسمى الغايات النبيلة، لسمعة الوطن ورفعة مكانته بين الأمم.