آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 11:41 م

الكايزن الإداري

الدكتور هاني آل غزوي *

إن قضية التحسين والتطوير ليست قضية اختيارية أو نوعاً من الترف، بل هي ضرورة، ولهذا لا بد من وضع نظام يدفع الأجهزة والمؤسسات إلى التحسين والتطوير لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي، والدارسون للنهضة الحضارية اليابانية يرون أن أحد أسبابها هو مبدأ ”التحسين المستمر“ الذي يعبر عنه اليابانيون بكلمة ”كايزن“.

يناقش هذا المقال بإيجاز شديد المبادئ الأساسية للكايزن الإداري، تطبيقاته في بيئات العمل، وتأثيره على أداء المؤسسات.

1- مفهوم الكايزن الإداري:

الكايزن «Kaizen» مصطلح ياباني يعني ”التغيير للأفضل“ أو ”التحسين المستمر“، حيث يعتمد على فكرة أن التحسينات الصغيرة المتواصلة تؤدي إلى نتائج كبيرة على المدى الطويل. يركز الكايزن الإداري على:

- التطوير التدريجي بدلاً من التغييرات الجذرية.

- إشراك جميع العاملين في عملية التحسين داخل المؤسسة.

- تحليل العمليات الحالية بهدف تحديد نقاط الضعف ومعالجتها باستمرار.

يعتمد هذا النهج على ثقافة الابتكار والتحسين المستمر، مما يُساعد المؤسسات على التكيف مع التحديات المتغيرة وتحقيق استدامة الأداء الإداري.

2- المبادئ الأساسية للكايزن الإداري

يستند الكايزن الإداري إلى مجموعة من المبادئ الأساسية، أبرزها:

1- التركيز على الجودة: تحسين جودة المنتجات والخدمات عبر تطوير العمليات الإدارية.

2- إزالة الهدر «Muda»: تقليل التكاليف الناتجة عن العمليات غير الفعالة أو غير الضرورية.

3- التحليل المستمر للمشكلات: استخدام تقنيات مثل _تحليل السبب الجذري_ «Root Cause Analysis» لحل المشكلات بشكل دائم.

4- تعزيز العمل الجماعي: إشراك الموظفين في اتخاذ القرارات وتحفيز الابتكار داخل فرق العمل.

5- التغذية الراجعة المستمرة: تحسين الأداء بناءً على ملاحظات العاملين والعملاء.

3- تطبيق الكايزن الإداري في بيئات العمل:

يمكن تطبيق الكايزن الإداري في مختلف المؤسسات، حيث يُساهم في تحسين الأداء عبر:

- تبسيط العمليات الإدارية: مثل تقليل الإجراءات البيروقراطية داخل الشركات.

- تحسين إدارة الوقت: من خلال تقنيات مثل _5S_، التي تُساعد في تنظيم أماكن العمل وزيادة الكفاءة.

- رفع مستوى رضا الموظفين: عبر منحهم الفرصة للمشاركة في تطوير بيئة العمل.

- زيادة الإنتاجية: عبر تحسين طرق العمل وتقليل الزمن اللازم لإنجاز المهام.

تُظهر الدراسات أن المنظمات التي تتبنى نهج الكايزن الإداري تحقق أداءً مستدامًا، حيث تُصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات السوق والتغيرات التنظيمية.

4- التحديات التي تواجه تطبيق الكايزن الإداري:

رغم الفوائد العديدة، إلا أن المؤسسات قد تواجه بعض العقبات في تطبيق الكايزن الإداري، ومنها:

- المقاومة للتغيير: بعض الموظفين والإدارات قد يترددون في تبني الأساليب الجديدة.

- الحاجة إلى تدريب مستمر: لضمان فهم الموظفين لمبادئ الكايزن وأدواته.

- التحديات الثقافية: يتطلب تطبيق الكايزن تغييرات في الثقافة التنظيمية، مما قد يستغرق وقتًا طويلًا.

لمعالجة هذه المشكلات، يمكن للمؤسسات اعتماد استراتيجيات مثل «التدريب المكثف»، «دعم القيادة العليا»، و«إشراك الفرق في عملية التغيير» لضمان نجاح تطبيق الكايزن الإداري.

يمثل الكايزن الإداري أداة قوية لتعزيز الأداء المؤسسي من خلال التحسين المستمر والتطوير التدريجي للعمليات الإدارية. وإن تبني هذه الفلسفة، يمكن للمؤسسات تحسين جودة المنتجات والخدمات وزيادة الإنتاجية والربحية، وتنمية قدرات الموظفين وتحسين العلاقات العامة للشركة أو المؤسسة مع تحقيق استدامة في جودة العمل.

المراجع

1. Imai, M. (1986). _Kaizen: The Key to Japan’s Competitive Success._ McGraw-Hill.

2. Liker, J. K. (2004). _The Toyota Way: 14 Management Principles from the World’s Greatest Manufacturer._ McGraw-Hill.

3. Emiliani, B. (2005). _Kaizen and Lean: The Road to Sustainable Manufacturing._ Productivity Press.

4. Shingo, S. (1989).* _A Study of the Toyota Production System._ CRC Press.

5.Atifi,K. (2023) Administrative Kaizen