من خلية صغيرة إلى منصة تكريم وطنية.. ما سر نجاح ”أبو المكارم“ أصغر نحّالة بالقطيف؟

أكدت أصغر نحّالة بمحافظة القطيف، سرى أبو المكارم، أن رحلتها الملهمة في عالم تربية النحل وإنتاج العسل، والتي انطلقت وهي لا تزال تكتشف العالم من حولها من خلية نحل متواضعة، قد تُوجت بالوصول إلى منصة تكريم وطنية.
وشددت أبو المكارم على الدور الجوهري الذي لعبه الإعلام المحلي ومبادرات الجهات الحكومية في إبراز منتجاتها المبتكرة، وبشكل خاص عسل المانجروف، وتحفيز مجتمع النحالين في المنطقة.
وأوضحت أبو المكارم، التي بدأت رحلتها مع عالم النحل في سن مبكرة جدًا، أنها وجدت فيه أكثر من مجرد خلايا وشمع وعسل، بل درسًا حيًا في النظام والصبر.
وأضافت أن انطلاقتها الفعلية في إنتاج نوع مميز من العسل، وهو عسل المانجروف المستخلص من رحيق أشجار المانجروف التي تنمو بمحاذاة السواحل الشرقية للمملكة، جاءت خلال موسمها الثاني لإنتاج العسل.
وجاء ذلك، حسب قولها، ضمن مبادرة وصفتها بـ ”الحاضنة التي احتضنت أحلامنا الصغيرة“ أطلقها مشكورًا مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القطيف.
وشددت أصغر نحّالة بالقطيف على أن الفضل في نمو هذا الاهتمام وتوسعه يعود بشكل كبير إلى الضوء الذي سلطه الإعلام المحلي على تجربتها.
واستذكرت باعتزاز الدعم الذي حظيت به من مختلف وسائل الإعلام، مشيرةً إلى الدعم التي حصلت عليه من عدد من الإعلاميين والكتاب والصحفيين وممثلي منصات محلية، مؤكدةً أن قلوب المشاركين تحفظ أسماءهم.
وأشارت أبو المكارم إلى أن هذه التغطية الإعلامية أثمرت عن نتائج ملموسة وفاقت التوقعات، حيث أصبح لمنتجات النحل القطيفية صدى يتجاوز حدود المحافظة.
وأسهمت، حسب قولها، في دخول بعض النحالين ضمن قوائم المنتجات العضوية المعتمدة من وزارة البيئة والمياه والزراعة، فضلًا عن زيادة وعي الناس بأهمية تربية النحل، وتحفيز العديد من الهواة، من الفتيات والفتيان، لخوض هذه التجربة، واكتشاف برامج الدعم المتاحة من الوزارة، سواء الدعم العضوي أو الدعم الريفي.
وتوجت هذه الجهود، كما ذكرت سرى، بلحظة استثنائية لم تكن تتخيلها، تمثلت في تكريم منحلها خلال فعاليات اليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف.
وأوضحت أن هذا التكريم، الذي نظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في منطقة جازان، جعلها تشعر بأن صوت النحل، الذي آمنت به منذ صغرها، قد وصل صداه إلى أماكن بعيدة.
وأكدت على أن قصتها لا تمثل تجربتها الفردية فحسب، بل هي شهادة على نجاح مجتمع كامل من النحالين والنحالات في القطيف، ودليل على قوة الإعلام الذي تبنى رسالتهم، وإيمان وزارة البيئة والمياه والزراعة بمستقبل هذا القطاع كجزء حيوي من مستقبل البيئة في المملكة.
وأعربت عن فخرها بأن الحلم الذي بدأ بخلية صغيرة في القطيف، قد كبر وازدهر بدعم من وطن بأكمله.