آخر تحديث: 15 / 6 / 2025م - 3:09 ص

الدكتورة الربابي: الاعتذار المفرط قد يكون انعكاسًا لنمط تربوي أو بيئي يفتقر للتقدير

جهات الإخبارية

أثارت الخبيرة التدريبية والمستشارة في التمكين القيادي، الدكتورة رسمية الربابي، تساؤلات هامة حول ظاهرة الاعتذار المتكرر دون وجود سبب حقيقي، موضحة أن هذا السلوك قد لا يكون مجرد تعبير عن اللباقة أو حسن النية، بل قد يعكس ضعفاً في الثقة بالنفس أو يشير إلى نمط سلوكي مكتسب من البيئة المحيطة والتربية.

وأوضحت الدكتورة الربابي أن الاعتذار الحقيقي في جوهره يعد سلوكًا ناضجًا ينطوي على احترام الذات والقدرة على تحمل المسؤولية.

وفي المقابل، أشارت إلى أن الاعتذار النابع من عدم الثقة بالنفس يمكن أن يظهر الشخص في صورة ضعيفة، ويضعه تحت ضغط مستمر لإرضاء الآخرين في محاولة لتجنب الرفض أو النقد.

وأكدت أن الإفراط في تكرار الاعتذار يؤدي إلى إفراغه من قيمته الحقيقية، وقد يتسبب في إرباك العلاقة مع الطرف الآخر وإثارة الغموض أو الشعور بالحرج، فضلاً عن أن الشخص المفرط في الاعتذار قد يبدأ في تحمل مسؤوليات لا تخصه، مما ينعكس سلباً على احترامه لذاته على المدى الطويل.

وفيما يتعلق بالجذور النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة، لفتت الخبيرة إلى أن الاعتذار المفرط قد يكون نتيجة لتربية صارمة أو التعرض لبيئة حساسة تفتقر إلى التقدير والدعم الكافي.

وأضافت أن تقليد نماذج سلوكية معينة خلال فترة الطفولة قد يسهم أيضاً في ترسيخ هذا النمط السلوكي.

وحول السبل الممكنة للتخلص من هذه العادة، دعت الدكتورة الربابي إلى ضرورة العمل على تطوير الوعي الذاتي وتعزيز الثقة بالنفس.

وأكدت على أهمية التدريب على ممارسة الصمت في المواقف التي لا تستدعي الاعتذار، بالإضافة إلى أهمية طلب الدعم من الأصدقاء الموثوقين والانخراط في حوارات إيجابية وبناءة تساهم في إعادة تشكيل صورة الفرد عن ذاته بشكل أكثر إيجابية.

وشددت على الأهمية البالغة للتمييز بين الاعتذار الواعي الذي ينبع من شعور حقيقي بالمسؤولية واحترام الذات، وبين الاعتذار القهري أو المبالغ فيه.

وحذرت من أن النوع الأخير من الاعتذار قد يؤدي بمرور الوقت إلى شعور الشخص بالانكسار وتقليل قيمة نفسه في نظره وفي نظر الآخرين المحيطين به.