آخر تحديث: 15 / 6 / 2025م - 3:09 ص

المملكة تتأهب لحج 1446: تكامل حكومي وتقنيات مبتكرة لخدمة ضيوف الرحمن

جهات الإخبارية

كشفت المملكة، اليوم في الرياض، عن استعداداتها الشاملة لموسم حج 1446 هـ، مؤكدةً أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل شرفًا تتوارثه الأجيال ومسؤولية وطنية عظمى، تجسد حرص القيادة على تسخير كافة الإمكانات لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الذي استعرض فيه وزراء الحج والعمرة، والنقل والخدمات اللوجستية، والصحة، والإعلام، أبرز الإجراءات والتقنيات الحديثة التي تم تسخيرها، مع الإعلان عن استقبال ما يزيد عن مليون وسبعين ألف حاج حتى الآن.

وأوضح وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن، وأن هذا اللقب يعكس الروح التي يعمل بها كل أبناء الوطن بتفانٍ.

وأشار الربيعة إلى أن الإعداد لموسم حج 1446 هـ بدأ مباشرة بعد نهاية حج العام الماضي، في إطار السعي المستمر للارتقاء بالخدمات وضمان حج آمن وميسر.

وأضاف أن مكتب مشاريع الحج، الذي يدير أعماله برنامج خدمة ضيوف الرحمن، يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، لافتًا إلى أن التحول الرقمي أحدث نقلة نوعية سهلت أداء النسك، حيث تم إصدار مليون وأربعمئة ألف بطاقة ”نسك“ التي تحتوي على بيانات الحاج وتسهل تنقلاته، بالإضافة إلى إطلاق أكثر من ثلاثين خدمة جديدة عبر تطبيق ”نسك“ هذا العام.

، شدد على استمرار عمليات التفتيش لضمان أعلى معايير جودة الخدمات، وأن حملة ”لا حج بلا تصريح“ تهدف لحماية الحجاج من المخاطر التنظيمية والصحية.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية للنقل والتقنيات المساندة، أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، حرص الوزارة على التوسع في استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل تجربة الحجاج، موضحًا أنه تم ربط منافذ المملكة البرية بشبكة طرق آمنة ومجهزة.

وأفاد الجاسر بأن قطار المشاعر الواحد قادر على نقل ثلاثة آلاف حاج، بطاقة استيعابية تصل إلى 72 ألف راكب في الساعة، بالإضافة إلى توفير أكثر من مليوني مقعد في قطار الحرمين هذا العام، بزيادة قدرها أربعمئة ألف مقعد عن العام الماضي.

وأشار إلى استخدام الطائرات بدون طيار ”الدرون“ لمتابعة حركة الحجاج وفحص الطرق، والتوسع في استخدام الطرق المطاطية بنسبة 30%، وتوسيع نطاق تقنية الطرق المبردة التي تعمل على خفض درجة الحرارة بما يصل إلى 12 درجة مئوية، مع توقع وصول نحو خمسة آلاف حاج عبر موانئ المملكة.

من جانبه، شدد وزير الصحة، فهد الجلاجل، على أن الوزارة تكتب في كل عام فصلاً مميزًا في موسم الحج، وتلتزم بوضع الاشتراطات الصحية اللازمة لحماية الحجاج، مثمنًا التزام الدول بتطبيق الإجراءات الصحية.

وأوضح الجلاجل أن الوزارة قدمت أكثر من خمسين ألف خدمة صحية عبر أربعة عشر منفذًا حدوديًا، ووفرت إحدى عشرة طائرة إخلاء جوي وتسعمئة سيارة إسعاف، بالإضافة إلى استحداث إحدى وسبعين نقطة إسعافية في المشاعر المقدسة.

وأشار إلى رفع الطاقة السريرية بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي، وإجراء مئة وأربعين عملية جراحية وخمس وستين قسطرة قلبية لحجاج بيت الله الحرام، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لم يتم رصد أي حالات وبائية بين الحجاج حتى الآن.

بدوره، أكد وزير الإعلام، سلمان الدوسري، أن خدمة ضيوف الرحمن شرف يتنافس عليه السعوديون جيلاً بعد جيل، وأن رؤية السعودية 2030 جعلت من خدمة الحاج والمعتمر هدفًا محوريًا تتكامل من أجله جهود كل الجهات، تحت إشراف لجنة الحج العليا برئاسة وزير الداخلية.

وأوضح الدوسري أنه تم إطلاق حملة ”لا حج بلا تصريح“ لحماية الحجاج، مع تخصيص حملات توعوية بخمسين لغة عالمية لمواجهة التصرفات الفردية السلبية.

وأضاف أن الوزارة أطلقت هذا العام حملات إعلامية بـ 50 لغة عالمية؛ بهدف التصدي لأي تصرفات سلبية قد تحدث، وهي تصرفات فردية لا تُمثل الحجاج، مشدداً على أن الصورة الحقيقية للحج يجب أن تبقى ناصعة، تعكس روحانية الفريضة وتعاون المسلمين من مختلف الجنسيات تحت راية التنظيم السعودي.

ولفت إلى أن الوزارة عملت كذلك على توفير أكثر من 10 آلاف نقطة ”واي فاي“ مجانية في مناطق الحج؛ ليبقى الحاج على تواصل دائم مع أهله وذويه، مشيراً إلى أهمية البُعد التقني في تحسين تجربة الحاج.

وأكد الدوسري أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تم تسخيرها هذا العام في إدارة الحشود وتفويج الحجاج بانسيابية عالية، ضمن خطة متكاملة تدعمها فرق ميدانية، ونظم رقمية تعمل على تحليل البيانات واتخاذ القرار السريع بما يعزز السلامة العامة.

وأعلن عن استضافة وزارة الإعلام لمحطات إعلامية من أكثر من خمس وعشرين دولة لنقل رسالة الحج، مشيرًا إلى توفير أكثر من عشرة آلاف نقطة ”واي فاي“ مجانية في المشاعر.

وختم الدوسري بالإشارة إلى تطويع الذكاء الاصطناعي هذا العام لإدارة الحشود وتفويج الحجاج بانسيابية عالية، ضمن خطة مدعومة بفرق ميدانية ونظم رقمية تعمل على تحليل البيانات واتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي.