استشارية: بدائل النيكوتين مجهولة المصدر ”فخ“ للمدخنين

حذرت الدكتورة إيناس باتوباره، استشارية الأمراض الصدرية، من أن العديد من بدائل النيكوتين المتداولة في الأسواق لا تمثل حلاً فعالاً أو آمنًا لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة، مؤكدة على ضرورة تجنب استخدام أي منتجات لا تخضع للرقابة الطبية الصارمة أو الدراسات العلمية المحكمة التي تثبت فعاليتها وسلامتها.
وأوضحت الدكتورة باتوباره أن السبيل الوحيد والمضمون للتخلص من الأضرار الجسيمة للتدخين يكمن في الإقلاع التام والنهائي عنه.
وانتقدت انتشار بدائل معينة في الآونة الأخيرة، مثل أكياس النيكوتين الصغيرة التي توضع في الفم، مشيرة إلى أنها تفتقر إلى أي رقابة علمية موثوقة، ولا تتوفر معلومات دقيقة وشافية حول مجمل مكوناتها أو طبيعة تأثيراتها الصحية المحتملة على المدى القصير والطويل.
وفيما يتعلق بالوسائل الطبية المعتمدة للمساعدة على الإقلاع، فرّقت باتوباره بينها وبين المنتجات التجارية غير الموثوقة، مبينة أن هناك بدائل نيكوتينية معروفة ومعتمدة طبيًا، كاللصقات وبعض المستحضرات الأخرى، التي يتم صرفها واستخدامها تحت إشراف طبي متخصص.
وأكدت أن هذه المنتجات الطبية تخضع لدراسات دقيقة تحدد الجرعات المناسبة ونسب النيكوتين الآمنة التي يمكن استخدامها ضمن خطط علاجية متكاملة لمكافحة الإدمان.
وشددت على أن بعض البدائل المتاحة تجاريًا، والتي تباع دون الحاجة إلى وصفة طبية أو إشراف من مختص، قد تتسبب في ضرر يفوق الفائدة المرجوة، خاصة وأن محتواها من مادة النيكوتين غالبًا ما يكون غير معروف بدقة، مما يجعلها خيارات غير موثوقة من الناحية الطبية.
ونبهت استشارية الأمراض الصدرية إلى التأثيرات العميقة والخطيرة لمادة النيكوتين على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، موضحة أن النيكوتين يؤثر بشكل مباشر وفوري على وظائف الدماغ والحالة النفسية العامة للفرد، وهو ما يجعله المسبب الرئيسي لحالة الإدمان الشديدة التي تصعّب على المدخن اتخاذ قرار الإقلاع وتنفيذه.
وأضافت أن بعض المرضى قد يقعون في وهم الاعتقاد بأن التحول إلى بدائل مثل السجائر الإلكترونية أو منتجات النيكوتين المعبأة الأخرى يساعدهم على التخلص من التدخين، بينما هم في حقيقة الأمر يظلون أسرى للتأثير الإدماني ذاته الذي يفرضه النيكوتين، مما قد يفاقم من المخاطر الصحية دون وعي منهم بحقيقة ما يتعرضون له.
ووجهت الدكتورة باتوباره رسالة مباشرة وواضحة للمدخنين، أكدت فيها أن الحل الجذري والحقيقي لمشكلة التدخين لا يكمن في استبدال السيجارة التقليدية ببدائل أخرى غير مدروسة علميًا أو مجهولة المصدر، بل يكمن في اتخاذ قرار واعٍ وحاسم بالإقلاع التام عن التدخين، مع ضرورة السعي للحصول على الدعم الطبي المتخصص عند الحاجة لمساندتهم في هذه الخطوة الهامة.
وشددت على الأهمية القصوى لتوعية أفراد المجتمع بمخاطر استخدام المنتجات غير المرخصة، داعيةً الجهات الصحية المعنية إلى تكثيف جهود الرقابة والمتابعة الدقيقة لما يُطرح في الأسواق من بدائل يتم تسويقها على أنها ”آمنة“، بينما قد تُشكل في الواقع خطرًا صحيًا أكبر من التدخين نفسه.