استشاري نساء وولادة: هكذا تتجنبين المخاطر الصحية خلال الحج وأنتِ حامل

حذّر الدكتور فارس مدهش، استشاري جراحة النساء والولادة، من المخاطر الصحية المحتملة التي قد تتعرض لها المرأة الحامل خلال أدائها لمناسك الحج، مؤكدًا أن فترة الحمل تُعد من الحالات التي تستدعي رعاية خاصة واهتمامًا مضاعفًا.
وأشار إلى أن ظروف الحج، بما فيها الزحام الشديد والجهد البدني الكبير وارتفاع درجات الحرارة، قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الأم الحامل والجنين، ويزداد هذا التأثير خاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل.
وأوضح الدكتور مدهش أن من أبرز المخاطر التي قد تواجهها المرأة الحامل خلال موسم الحج تشمل نقص السوائل والجفاف نتيجة للمجهود والطقس الحار، بالإضافة إلى خطر التعرض للولادة المبكرة.
وفي بعض الحالات النادرة، أشار إلى احتمالية حدوث نزيف شديد،، وهي حالات طبية طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا وفوريًا، الأمر الذي قد يكون من الصعب توفيره بالسرعة المطلوبة في ظل الظروف الاستثنائية للحج.
ونصح استشاري جراحة النساء والولادة بتأجيل أداء فريضة الحج للسيدات الحوامل، وخصّ بالذكر من يعانين من مضاعفات صحية مرافقة للحمل أو كنّ في مراحل متقدمة من الحمل، وذلك حفاظًا على سلامتهن وسلامة أجنتهن.
وفي حال اضطرت المرأة الحامل لأداء مناسك الحج لظروف قاهرة، شدد الدكتور مدهش على ضرورة الالتزام التام بعدد من الإجراءات الوقائية الهامة.
وأكد على أهمية استشارة الطبيب المختص بشكل مسبق قبل اتخاذ قرار السفر، وإجراء الفحوصات الطبية الأساسية، مثل الأشعة الصوتية، للاطمئنان على صحة الجنين ووضع المشيمة.
وأوصى بضرورة ارتداء الكمامة بشكل دائم لتقليل احتمالية التقاط العدوى، نظرًا لأن المرأة الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تؤدي إلى انخفاض نسبي في المناعة.
ودعا إلى الحرص على الابتعاد عن أماكن الزحام الشديد قدر الإمكان، وذلك من خلال استخدام الطوابق العليا في الحرم والمسعى، والاستعانة بالعربات المخصصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى التأكيد على شرب كميات كافية من المياه النظيفة وأخذ فترات راحة منتظمة لاستعادة النشاط وتجنب الإجهاد.
وأشار الدكتور مدهش إلى أنه في حال كان أداء فريضة الحج ضروريًا ولا يمكن تأجيله، فإن أفضل توقيت لذلك هو خلال الثلث الثاني من الحمل، أي في الفترة الواقعة بين الأسبوع الرابع عشر والأسبوع الثامن والعشرين.
وعلل ذلك بأن حالة الحمل تكون عادةً أكثر استقرارًا خلال هذه الفترة، وتكون مخاطر التعرض للمضاعفات أقل نسبيًا مقارنة بالثلث الأول والأخير من الحمل.
واختتم استشاري جراحة النساء والولادة حديثه برسالة توجيهية قال فيها إن صحة الأم الحامل والجنين أمانة، وإن الوقاية دائمًا ما تكون خيرًا من العلاج، متمنيًا لكل سيدة حامل تنوي الحج أداءً آمنًا وسلامة تامة.