آخر تحديث: 10 / 6 / 2025م - 2:47 ص

سلامتك في الحج.. وقاية، وعي، وعبادة مطمئنة

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * ‏صحيفة اليوم

في كل عام، تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال ملايين الحجاج في موسم يجمع بين قدسية العبادة وضخامة الحشود. ومع تزامنه هذا العام مع حرارة الصيف المرتفعة، تتعاظم التحديات الصحية التي تستوجب من الجميع وعيًا واستعدادًا يليقان بعظمة الشعيرة وسلامة الأرواح.

حرارة الصيف.. خطر يجب ألا يُستهان به، تجاوز درجات الحرارة حاجز 45 درجة مئوية في مكة والمشاعر المقدسة يجعل من ضربات الشمس والإجهاد الحراري تهديدًا مباشرًا لصحة الحجاج. ضربة الشمس قد تؤدي إلى فقدان الوعي، بل وإلى الوفاة إذا لم يُتدارك الأمر، بينما يُعدّ الإجهاد الحراري إنذارًا مبكرًا لضرورة التبريد السريع وتعويض السوائل.

إن إحصائيات وزارة الصحة ومراكز السيطرة على الأمراض «CDC» تُجمع على أن هذه الإصابات تتصدر قائمة الحالات الطارئة في موسم الحج، خاصة بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ما يجعل التوعية والاحتياطات ضرورة لا رفاهية.

قبل السفر، يجب على كل حاج الالتزام بأخذ التطعيمات المعتمدة من وزارة الصحة، ومنها:

لقاح الحمى الشوكية «إلزامي». لقاح الإنفلونزا الموسمية «موصى به لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة». لقاح كوفيد -19 «للوقاية المستمرة من العدوى». كما يُفضل أن يخضع الحاج لفحص طبي شامل، مع تجهيز حقيبة أدوية ترافقه طوال الرحلة، موثقة بالتقارير وتغليفها الأصلي لتجنب أي عراقيل.

في قلب الزحام: عادات تحميك:

الترطيب المستمر بالماء حتى دون الشعور بالعطش. ارتداء ملابس قطنية، خفيفة، وفضفاضة. تجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خصوصًا وقت الظهيرة. استخدام المظلات والكريمات الواقية من الشمس. التعرف على علامات الإنذار مثل الدوخة، تسارع النبض، والغثيان.

الصحة النفسية.. العبادة سكينة، الزحام، والخوف من فقدان المجموعة، أو القلق من الجهد البدني قد يُثقل الحاج نفسيًا، لذا فإن الطمأنينة الإيمانية والاستعداد النفسي، والتذكير بأن «في المشقة أجر» تساعد في الحفاظ على الاتزان الداخلي، فالحج عبادة للقلب والروح، قبل أن يكون حركة للجسد.

من خلال تطبيقات مثل «صحتي» و»توكلنا خدمات»، يمكن للحاج الوصول بسهولة للمراكز الصحية، ومتابعة تطعيماته، وطلب الاستشارات، ما يجعل التقنية شريكًا ذكيًا في الحفاظ على الصحة.

ختامًا: وعيك.. أمانك

الحج فرصة عظيمة، لكنه مسؤولية جسيمة تبدأ من العناية بالنفس. الوقاية، الوعي، واستخدام الوسائل الحديثة تُسهِم في حج صحي وآمن. وكما نؤدي المناسك بخشوع، لنؤدِّ الوقاية بجدّ، فالصحة ركنٌ لا يُستغنى عنه في عبادة عظيمة كهذه.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي