الموسيقي آل عاشور: اللهجة القطيفية كنز من المشاعر.. وهذا ما دفعني لـ ”غناتي القطيف“

كشف المؤلف والموسيقي السعودي، شكري آل عاشور، عن تفاصيل مشروعه الفني ”غناتي القطيف“، الذي يهدف إلى إبراز ثراء اللهجة القطيفية وجمالياتها، ونقل مكنونات التراث المحلي إلى آفاق أوسع.
وأكد آل عاشور أن هذا المشروع يمثل تتويجًا لمسيرته الفنية التي انطلقت من شغفه بآلة العود، لتتطور لاحقًا إلى مبادرة فنية متكاملة تحتفي بالهوية الثقافية للمنطقة.
وأوضح آل عاشور أن رحلته الموسيقية بدأت بشغف عميق بآلة العود، حيث كان يستمتع بأداء المقطوعات العربية والأجنبية.
وبيّن أن هذا الشغف تطور تدريجيًا ليدمج الغناء مع العزف، ومن ثم الانتقال إلى التلحين والتأليف، مدفوعًا برغبته في التعبير عن مشاعره بصورة أعمق وأكثر ثراءً.
واعتبر أن اللحظة الفارقة في مسيرته تمثلت في قراره الجريء بتوظيف اللهجة القطيفية في أعماله الغنائية، وهو توجه لم يكن مألوفًا على نطاق واسع، إيمانًا منه بأهمية تقديم هذا المكون الثقافي الأصيل في قالب فني راقٍ يعكس هويته وجذوره.
وأشار الموسيقي السعودي إلى أن شرارة فكرة أغاني اللهجة القطيفية انطلقت من جلسة نقاش مثمرة جمعته بالشاعر مالك فتيل، الذي صاغ له لاحقًا كلمات أغنية ”شْدي حَبّينا هالديرة“، لتكون بمثابة الانطلاقة الرسمية لمشروع ”غناتي القطيف“.
وشدد على أن هذا المشروع لم يكن ليتحقق لولا تضافر جهود إبداعية متعددة، حيث يمزج ببراعة بين الموسيقى والكلمة والتشكيل البصري وفن الخط العربي، بالتعاون مع نخبة من المبدعين المتميزين في مجالاتهم.
وفي هذا السياق، أفاد آل عاشور بأن اللهجة القطيفية تزخر بالمفردات العميقة والمشاعر الإنسانية النبيلة، وتحمل أبعادًا رومانسية وإنسانية لافتة سعى لإبرازها.
وذكر أنه تعاون مع كوكبة من الشعراء والمبدعين لإظهار هذا الجانب الفني المميز، من بينهم المايسترو خليفة زيمان، والشعراء نازك الخنيزي، وعلي رسول الخنيزي، وفادي الشعبان. كما امتد التعاون ليشمل فنانين بصريين أضافوا بعدًا جماليًا للمشروع، مثل الخطاط ”عابد“ حسن رضوان، والفنان التشكيلي منير الحجي، والمصورين يوسف المسعود ومحمد الخراري.
ولم يقتصر طموح آل عاشور على الجانب الفني فحسب، بل أكد أنه يرى في الموسيقى أداة فعالة للتقريب بين الناس ونشر رسائل المحبة والانتماء.
واستشهد بأحد أعماله بعنوان ”إحنا واحد“، الذي يحمل رسالة واضحة للتعايش والتسامح، وتدعو كلماته إلى زرع زهور الفرح وسقاية أماني الخير لبناء مجتمع متحاب ومتآلف.
وأعرب شكري آل عاشور عن اعتزازه الكبير بتقديم مشروع ”غناتي القطيف“، مؤكدًا على الأهمية القصوى للحفاظ على الموروث المحلي والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ويسعى عمل ”غناتي القطيف“ أيضًا إلى فتح نوافذ التواصل مع الثقافات المختلفة، مستخدمًا في ذلك اللهجة القطيفية المميزة كوسيلة لنقل الإرث الثقافي والتعبير الفني المحلي إلى آفاق أرحب.
ويُعتبر هذا المشروع إضافة نوعية إلى مسيرة الفنان شكري آل عاشور الحافلة بالإنتاجات الفنية التي تغنت بالوطن والتراث.
وشدد على إيمانه الراسخ بهويته السعودية، معتبرًا اللهجة القطيفية جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي الثري والمتنوع للمملكة.
يُذكر أن للفنان آل عاشور إنتاجات سابقة تركت بصمتها في الساحة الفنية، بدأت بأغنية ”أرض القطيف الحبيبة“ في عام 2010، تلتها أعمال مثل ”ومن هنا“ «2012»، و”قلبي يفيض“ «2014»، ليأتي ألبوم ”غناتي القطيف“ في «2018» كأحد أبرز محطاته، ثم واصل مسيرته بأعمال أخرى منها ”ديرة محبة“ «2019»، وأخيرًا ”في قلبي وطن“ «2020»، مؤكدًا عبرها استمرارية عطائه الفني الملتزم بقضايا الهوية والانتماء.