آخر تحديث: 13 / 6 / 2025م - 8:22 م

دراسة: أكثر من نصف نصائح الصحة النفسية على ”تيك توك“ مضللة

جهات الإخبارية

وسط تدفق هائل للنصائح والمعلومات عبر منصة الفيديوهات القصيرة ”تيك توك“، يتزايد القلق بشأن المحتوى المتعلق بالصحة النفسية، حيث يتبين أن الكثير منه لا يستند إلى حقائق علمية، بل يروج لمعلومات قد تكون مضللة أو حتى ضارة بالمستخدمين.

فمن ادعاءات حول فوائد الزعفران في علاج الاكتئاب، إلى غرابة تناول برتقالة أثناء الاستحمام للتغلب على التوتر، يزخر وسم ”الصحة النفسية“ على المنصة بمقاطع تدّعي تقديم حلول لمشكلات معقدة بأساليب تفتقر لأي أساس علمي.

وفي هذا السياق، كشف تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، مستندًا إلى مراجعة علمية، أن ما يزيد على 52% من مقاطع الفيديو الشائعة على ”تيك توك“ التي تقدم نصائح في مجال الصحة النفسية، تحتوي على معلومات غير دقيقة أو مضللة.

ووجد الباحثون أن العديد من المؤثرين على المنصة يروجون لعلاجات مزعومة عبر ما يصفونه بـ ”حلول سريعة“ لاضطرابات نفسية معقدة كالصدمة النفسية أو الاكتئاب، متضمنة توصيات بتناول مكملات غذائية مثل الزعفران، أو الريحان، أو جليسينات المغنيسيوم، دون تقديم سند علمي واضح يدعم هذه الادعاءات.

وشملت المراجعة مئة مقطع فيديو متداول، أظهر معظمها معاناة من الغموض والافتقار للدقة أو الفائدة المرجوة، خاصة فيما يتعلق باضطرابات نفسية كبرى كالاكتئاب والقلق.

من جهته، أوضح الدكتور ديفيد أوكاي، استشاري الطب النفسي العصبي بكلية كينغز لندن، والذي أشرف على مراجعة عدد من هذه الفيديوهات، أن العديد من المنشورات تسيء استخدام المصطلحات الطبية النفسية بشكل كبير، مما يؤدي إلى خلق حالة من الخلط العام لدى الجمهور بين المشاعر الإنسانية الطبيعية والتشخيصات السريرية الحقيقية للاضطرابات النفسية.

ونبه وزير الصحة البريطاني السابق، دان بولتر، إلى خطورة تصوير بعض المشاعر اليومية العادية وكأنها تعادل اضطرابًا نفسيًا خطيرًا، محذرًا من أن هذا التوجه قد يلحق الضرر بالأشخاص المصابين فعليًا بهذه الاضطرابات من خلال التقليل من شأن معاناتهم أو تشويه فهمها.

بدورها، أشارت آمبر جونستون، وهي اختصاصية نفسية معتمدة من الجمعية البريطانية لعلم النفس، إلى أن معظم هذه المقاطع المتداولة ”قد تحتوي على ذرة من الحقيقة، لكنها تعاني من الإفراط في التبسيط، وتتجاهل بشكل كبير تعقيدات الاضطرابات النفسية الفعلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة“.

ويأتي هذا في وقت تحولت فيه منصة ”تيك توك“ إلى وجهة رائجة بشكل كبير بين فئات الشباب والمراهقين حول العالم، حيث تنتشر عبرها يوميًا آلاف النصائح في مجالات متعددة، تبرز من بينها الصحة النفسية والتغذية والرياضة.

ومع هذا التأثير الواسع لصانعي المحتوى، تبرز الحاجة الماسة لمزيد من الرقابة والتوعية، لتجنب تحول قضايا العلاج النفسي الحساسة إلى مجرد ”ترند“ رائج قد يكون خطيرًا ومضللاً للمتابعين.