تحديد مصفوفة قيمك
عند تسجيل مشاهد الانقلاب في المواقف والتحالفات كما ترد في شريط الأخبار للوكالات العالمية، وعند معاينة بعض الأشخاص وبعض زملاء العمل في تقلب ولاءاتهم، تتساءل عن القيم التي يؤمن بها أولئك الأشخاص ومدى تجسيدهم لها في الواقع، وعن الازدواجية في المواقف والأقنعة في الشعارات. قد يكون للظرف المكاني والزماني بُعد في تقلبات الصورة لدى البعض؛ لأن الظرف بالنسبة لهم حرج؛ أو أن الأغلب وقع تحت تأثير اتباع القطيع، أو سعى البعض لحماية النفس، أو رجّح البعض مصلحة آنية على قيمة سامية، أو أجاد تجارة المواقف وانتهاز المكاسب الشخصية. إلا أنه من حدد قيمه من بداية مشوار حياته يستطيع أو استطاع أن يُبحر في كتابة فصول قصة حياته طبقًا لمصفوفة قيمه لا مصفوفة قيم غيره. فقد نرى إنسانًا استقال من وظيفة بمكان مميز، حيث نمو ومرتب جيد واستقرار وظيفي، بسبب أمانته ونزاهته، وتقبله بصدر رحب الانتقاد له لتقديمه الاستقالة.
بعيدًا عن المجاملات للآخرين والتأثيرات الخارجية بالإنسان، اجلس مع نفسك واعمل قائمة بأهم القيم «يمكنك إدراج عشر قيم» التي تؤمن بها في حياتك. الآن اعمل تقاطعًا عموديًّا - أفقيًّا لذات القيم واسأل نفسك عند مزاحمة قيمة «أ» مع قيمة «ب»، فأيٌّ منهما تقدمه على الآخر. وعند الانتهاء من عمل النشاط بكامله، قم بحساب عدد نقاط سجل كل قيمة ورتبهم بدءًا من الأكثر تفوقًا، ويليه الأقل منه، وهكذا دواليك حتى الأخير. وبعد الانتهاء من ذلك يمكنك قراءة كامل القائمة مجددًا، واسأل نفسك بتجرد: هل أنت حقًا تؤمن بتلك القيمة «الصحة / الصدق مثلًا» كأهم قيمة في وجودك، وتمارسها في يومياتك، أم إنك تخادع نفسك؟ فقد تكون سلوكيًّا تؤمن بأن قيمة «د» «المال» أهم قيمة تمارسها وتحرص عليها، وإن كنت مدّعيًا بأن قيمة «أ» «الصحة» هي الأهم.
اعمل النشاط المذكور أعلاه لذاتك، وليس للآخرين، وجدد القيام بالتمرين ذاته بعد سنوات متباينة لمعرفة مستجدات أفكارك وقناعاتك وتجاربك، وقم بتجنيد طاقاتك، وتربية نفسك، وتهذيب روحك وفقًا لقيمك السامية، وتشذيبها من السيئات والرغبات الشيطانية. عند اعتماد هذا النشاط أو أي نشاط مقارب له، ومعرفة وفهم قناعاتك، وانطلاقاتك، ومحفزاتك، تكون أكثر فهمًا للقيم التي تنبع منها تصرفاتك.
خذ ورقة بيضاء، وارسم خطًا عموديًّا ﷺ، وخطًا أفقيًّا «س»، وهما خطا القيم. عموديًّا، ضع القيم التي تؤمن بها بشكل مستقل ومنفصل، وليكن على سبيل المثال:
• الصحة
• المال
• العائلة
• الحرية
• الوعي
• الأمانة والنزاهة
• الاستقرار
• العلم
• الحب
• الإخلاص
وأدرج أفقيًّا ذات القيم:
• الصحة
• المال
• العائلة
• الحرية
• الوعي
• الأمانة والنزاهة
• الاستقرار
• العلم
• الحب
• الإخلاص
اعمل تقاطعًا بين القيم المختلفة، واسأل نفسك عند تقاطع قيمة «العلم» وقيمة «المال»، فأيٌّ منهما تضحي به من أجل إحراز الآخر أو الاحتفاظ به؟ القيمة التي ترجحها تكون هي القيمة التي أنت تعطيها أولوية على الأخرى. وتُجري ذات الترجيح عند تقاطع القيم المتباينة بذات السيناريو. بنهاية النشاط، قم بجمع عدد الترجيحات لكل قيمة، ويكون ترتيب القيم لشخصك الكريم من الأكثر نقاطًا حتى الأدنى. الذي يجني من القيم أعلاه أكثر النقاط في الترجيح عند التقاطع هو الأعلى قيمة للإنسان صاحب المصفوفة. وجود مصفوفة قيم لديك تعني نجاحًا أكبر، ووضوحًا أكثر، ورضا داخليًّا أعمق، واستثمار جهود أبكر، وجني ثمار أنمى.
من يستنطق قيمه الإنسانية والوجودية مبكرًا، ويمارسها عمليًّا في مفاصل حياته وعند اتخاذ قراراته، فإنه حتمًا يمشي على هدى ونور ووضوح ورضا وقناعة واتزان أكبر. بينما الإنسان المتخبط، المزاجي، المتذبذب، المهتز، الإمعة، المتقلب، المستغفَل، المتلون؛ فإنه ضحية من ضحايا انعدام البصيرة، وتشوش الصورة في عقله وقلبه، وانعدام تمسكه بأي منظومة من القيم السامية وميكافيلية تعاملاته.
ملحوظة: تسهيلًا لعمل النشاط للجميع، أدرج مجموعة قيم تفتح آفاق استكشاف الذات مبكرًا:
العدل / الحرية / الاستقلالية / التدين «الشكلي أو العملي» / الإخلاص / الأمانة / التعاون / روح الفريق / الوضوح / الإيمان / الإيثار / النظام / الأمان / الثقة / الدقة / النصيحة / رقي المعاملة / الإصرار / الإنجاز / الولاء / الصداقة / اللطف / المسؤولية / المرونة / البساطة / الانسجام / المبادرة / التشجيع / المثابرة / الوعي / التفوق / الانسجام / التمكين / المعرفة / التقوى / الحكمة / التأمل / التمكين / الكفاءة / الروحانية / التواصل / التواد / الترويح / الأكل والشرب / الانعزال / التوفير / الحس الوطني / الانتماء القومي / العمل الجماعي / التضامن / النظافة / النشاط / التوجه / الاختلاط الليبرالي / الحب / العائلة / التسلية والترفيه المفرطة / الوجاهة / الجمال / المجون / الخلاعة / الحزم / الثناء المعتدل / الريادة / الإلهام / الابتكار / التجديد / الأصالة / التحدي / المغامرة / الانفتاح / الفضول.