آخر تحديث: 10 / 6 / 2025م - 2:47 ص

بين نموذجين متضادين إيجابًا وسلبًا

جمال حسن المطوع

نعيش في هذه الحياة ونقابل نماذج من البشر متنوعة في سلوكياتها واتجاهاتها سلبًا وإيجابًا، منها ما يسر الخاطر ويدخل البهجة والسرور ويتعاطف معك في أي مشكلة كانت، بل يوجهك إلى ما ينبغي فعله والقدوم عليه من غير تكلّف ولا استعلاء ولا استكبار، بل يتفضّل عليك بالنصيحة والمودّة والألفة، وكأنه يشاطرك قضاياك ليجد لك مخرجًا تستقيم به حياتك.

على العكس من ذلك، هناك فئة من الناس تنظر إليك نظرة استعلاء وكبرياء، وتتحاشى حتى مناقشتك والاستماع إلى وجهة نظرك، ولو حلّ بك - لا سمح الله - عارض أو طارئ، وعرضت عليه متسائلًا عن الطريقة المناسبة للوصول إلى حلّ المشكلة وما هو الواجب فعله، فتراه يتقزز منك متكبرًا ومتعجرفًا، فيحاول التهكم بك والاستعلاء عليك، وكأنه يقول لك: هذا الأمر لا يعنيني البتة، مخاطبًا إياك بروح استفزازية: من أنت لأقف معك؟ فما أنت إلا نكرة بالنسبة لي، متباهيًا: فأنا أنا وأنت أنت، ومن بعدي الطوفان.

وهذا ما يسمى في العلم الاصطلاحي بالنرجسية، التي تصف هذا النوع من البشر بالمتعالين والمستكبرين.

هذا الفعل من السلوك السيئ، والشأن مدان ومذموم أخلاقيًا وأدبيًا، وينطبق عليه المثل الذي يقول: ”كالطائر، كلما ارتفع في السماء صغر في أعين الناس“، لكبره وتغطرسه وتعاطيه مع الناس بروحٍ متعالية وغير ودودة. وقد ذمّ رسولنا الأكرم ﷺ هذا النوع من الخُلق السيئ، وقال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كِبر».

من جهة أخرى، حثّ نبينا محمد ﷺ على التواضع بعينه، وأشاد به عندما قال: «إذا رأيتم المتواضعين من أمتي فتواضعوا لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبّروا عليهم، فإن ذلك لهم مذلة وصَغار».

فلا بد من احتقار هذه الفئة من الناس وتجاهلهم، والابتعاد عنهم، ورفضهم، ونبذهم اجتماعيًا، وتحقيرهم، حتى يعرفوا حجمهم الحقيقي، ولا يكون لهم أثر يُذكر.

اللهم أجرنا من المتكبرين المتعالين، واجعلنا من المتواضعين لنكسب الدارين: دنيا وآخرة، إن شاء الله تعالى… والله الموفّق.