آخر تحديث: 12 / 6 / 2025م - 6:29 م

لا فحوصات روتينية للأصحاء.. ضوابط جديدة لفحص B12 لخفض التكاليف الطبية

جهات الإخبارية

طرح مجلس الضمان الصحي وثيقة تنظيمية جديدة تتضمن معايير المبررات الطبية لإجراء تحليل فيتامين B12، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتوجيه الطلب على الفحوص المخبرية نحو الإجراءات ذات القيمة الطبية الفعلية.

وتُعد هذه الوثيقة مرجعًا إكلينيكيًا استرشاديًا موجّهًا لمقدمي الخدمات الصحية وشركات التأمين الصحي، للمساعدة في اتخاذ قرارات سريرية مستنيرة وتفادي التكاليف غير المبررة الناتجة عن التحاليل غير الضرورية.

وأوضح المجلس أن المبررات الطبية تُعرّف على أنها مجموعة من المعايير المستندة إلى أحدث التوصيات العلمية وآراء الأطباء والخبراء، وتُستخدم لتحديد ما إذا كان إجراء طبي أو تحليل مخبري معين ضروريًا طبياً ومناسباً لحالة المريض، مشددًا على أن هذا الدليل يخضع للتحديث المستمر كلما ظهرت معلومات طبية جديدة، لضمان مواكبة المستجدات العلمية وتعزيز فعالية الرعاية.

وتركز التوصيات الحالية على اختبار نقص فيتامين B12 لدى البالغين غير الحوامل، إذ تؤكد الوثيقة أنه لا يُوصى بإجراء تحليل فيتامين B12 بشكل روتيني للأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أعراض، فيما يُنصح بإجراء التحليل عند وجود علامات سريرية غير مفسرة قد تشير إلى نقص الفيتامين.

وتتضمن الأعراض السريرية التي تستدعي فحص مستوى فيتامين B12 اضطرابات في المشي أو التوازن أو التنسيق الحركي، وضعفًا في الذاكرة أو ارتباكًا ذهنيًا أو تغيّرات في الشخصية، بالإضافة إلى الشعور بألم أو التهاب في الفم واللسان، أو ظهور أعراض خارج هرمية مثل الحركات اللاإرادية، أو الشعور بالتنميل والوخز المتناظر في الأطراف.

وحددت الوثيقة الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين B12، والتي تستوجب التقييم والتحليل عند وجود الأعراض أو عوامل الخطر، وتشمل هذه الفئات المصابين باضطرابات عصبية ونفسية مثل الخرف ومرض الزهايمر والاكتئاب والذهان ومتلازمة تململ الساقين، إضافة إلى المصابين بفقدان الشهية أو اضطرابات الأكل أو التهاب العصب البصري.

وتتضمن قائمة عوامل الخطر أيضًا المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي مثل الداء البطني ”السيلياك“، وأمراض الأمعاء الالتهابية كداء كرون والتهاب القولون التقرحي، ومتلازمات سوء الامتصاص الأخرى مثل متلازمة الأمعاء القصيرة أو الحلقة العمياء، إضافة إلى حالات انعدام حمض المعدة، أو من خضعوا لجراحات السمنة، أو المصابين بفشل البنكرياس أو التهاب اللسان.

وشملت الوثيقة كذلك اضطرابات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي مثل مرض هوموسيستينوريا، ومرضى السكري المصحوبين باعتلالات عصبية أو مضاعفات عصبية.

وأشارت إلى بعض الأدوية التي قد تؤثر على امتصاص فيتامين B12، مثل الاستخدام المطول لمثبطات مستقبلات H2 أو مثبطات مضخة البروتون لمدة 12 شهرًا أو أكثر، أو استخدام دواء الميتفورمين لمدة أربعة أشهر فأكثر.

وفي الجانب الدموي، يُعد فقر الدم غير المفسر، أو أمراض الدم أو أعضاء تكوين الدم، أو ظهور علامات مثل فرط تجزؤ العدلات أو كبر حجم كريات الدم الحمراء أو نقص خفيف في عدد خلايا الدم، من المؤشرات التي تتطلب فحص فيتامين B12. كما تناولت الوثيقة أيضًا الأمراض المناعية الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية المناعي والبهاق وفقر الدم الخبيث، باعتبارها من العوامل المرتبطة بنقص الفيتامين.

وعلى المستوى الغذائي، أشارت المعايير إلى أهمية فحص فيتامين B12 لدى الأفراد الذين يتبعون نظامًا نباتيًا صارمًا، أو يعانون من حالات سوء التغذية أو نقص البروتين الحاد المعروف بالمارازموس، وكذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من الاعتماد المزمن على الكحول.

ونبهت إلى ضرورة تقييم كبار السن من عمر 65 عامًا فأكثر، نظرًا لارتفاع احتمالية النقص لديهم، إلى جانب المصابين بفيروس نقص المناعة البشري ”HIV“.

وفيما يتعلق بتوجيهات المتابعة، أوصت الوثيقة بضرورة البدء في التقييم والعلاج فور اكتشاف انخفاض مستويات فيتامين B12، مع إعادة التحليل بعد شهرين من بدء العلاج الفموي، أو بعد شهر من بدء العلاج عبر الحقن، موضحة أنه إذا عادت المستويات إلى المعدل الطبيعي، فلا حاجة لإعادة التحليل مجددًا ما لم تظهر أعراض سريرية تشير إلى النقص، أما إذا استمر الانخفاض فيُوصى بإجراء مزيد من التحاليل لتحديد السبب وعلاجه، على أن لا يتجاوز عدد مرات الفحص 6 مرات في السنة لأغراض المتابعة.

يُشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود مجلس الضمان الصحي نحو تطوير منظومة الرعاية الصحية، من خلال ضبط الممارسات السريرية وضمان التغطية التأمينية المناسبة، بما يحقق الاستخدام الرشيد للموارد ويرفع كفاءة النظام الصحي في المملكة.