آخر تحديث: 8 / 6 / 2025م - 12:41 ص

الجمهور الظاهرة

جهاد هاشم الهاشم

ربما تأخرنا قليلًا في كتابة هذا المقال، ومن المفترض أن يأتي هذا عقب فوز الدانة، نادي النجوم والأبطال، نادي الذهب والألماس، نادي الصولات والجولات، نادي اللؤلؤ والمرجان، نادي البحار واليامال، نادي النوخذة والصياد، نادي الشاطئ والأمواج، نادي الغواص والنهام، نادي الهيبة والبطولات، نادي المكانة والانتصارات - بكأس النخبة للأربعة الكبار. نعم، لقد فعلها نسر سيهات، وحصد رباعية هي لنا غاية في الأهمية والدلالة من حيث القوة والصلابة والتنافسية العالية، وبكل ما تعنيه من فخر واقتدار واعتزاز. ومنذ زمن بعيد، كان وما زال نادي الخليج ذلك الكيان العريق، وعلى جميع المستويات والتصنيفات محليًا وخليجيًا وعربيًا وآسيويًا، وكذلك على القارات، حتى أصبح يُحسب له ألف حساب، ويُشار إليه بالبنان؛ لما حققه من مكاسب وإنجازات قلّ نظيرها في عالم الأندية والرياضات.

وإذا أردنا أن ننتقل إلى منحى آخر، ليس ببعيد عن كل ما تحقق من الوصول واعتلاء منصات الشرف والتتويج، فهي مشاهد وصور لا تستطيع كل الأجواء الملبدة بالسحب والغيوم أن تخفي تلك الظاهرة الماثلة أمامنا بشكل واضح وجلي للمراقبين والمتابعين، وللعيان، وكل أصحاب الصلة بهذا المجال، إلى أن بات ما يُشاهد ويُسمع من ألحان وأهازيج وأناشيد يبهج كل المشاهدين، وتطرب له مسامع الحاضرين من جمهورنا المضحي بالغالي والنفيس، يشبه تلاطم الموج العتيد في بحر شاهق وعميق أجبرته الطبيعة بين مد وجزر، حتى هاج والتهم ما اعترض طريقه من قوي وضعيف.

إن ذلك الجمهور الذي يستحق أن يُطلق عليه الجمهور الظاهرة، بما يقدمه من مآثر وخدمات جليلة وتضحيات جسام لا مثيل لها، يستحق منا كسيهاتيين على وجه الخصوص، ومن جميع جماهير المنطقة الشرقية والوطن كافة، فائق التقدير والمودة والاحترام، لما وصل إليه من نتائج فائقة ومشرّفة، بدعم من هذا الجمهور العظيم، وبمواقفه وإخلاصه وحضوره وتفانيه، وبمرافقته لجميع الألعاب بشكل عام، وكرة اليد بشكل خاص، وبما رأيناه بأم أعيننا من تواجده في كل المحطات والمناسبات. نعم، رأيناه في العاصمة الحبيبة الرياض، وكذلك في دولة الكويت ودولة قطر الشقيقتين، وجمهورية مصر العروبة، ناهيك عن ملازمته لناديه في جولاته ومبارياته المحلية في دمام الخير والعطاء، وقطيف المحبة والسخاء، وبقية المناطق، وهو في واقع الحال مرافق أساسي ومؤنس وعون دائمًا وأبدًا للفريق في الحل والترحال.

وأخيرًا، وليس آخرًا، ومهما قدمنا من عبارات الشكر والامتنان، ولو أتينا بكمٍّ هائل من كلمات العشق ومفردات الثناء، ولو كتبنا الكثير من مقالات الود وقصص الملاحم والبطولات، لن نستطيع أن نفي تلك المنظومة، ومن يديرها، إلى شاطئ الأمن والأمان، وما يكنّه صغارنا والكبار، أمهات وآباء، وفتية وفتيات، من مشاعر وإحساس تجاه قيادة هذا الكيان، وفي مقدمتهم صانع البهجة والمسرات لكل أهالي أفنان، المهندس علاء الهمل، ولكل العاملين معه من إخوة وأخوات، من أعضاء المجلس الكرام، الذين يستحقون كل تبجيل وسلام. والشكر موصول لإدارة مجلس الجمهور الأعزاء على كل ما قدموه من جهد ومثابرة وعطاء لخدمة الرياضة لكافة أرجاء البلاد. ولا ننسى الإخوة في المركز الإعلامي ومساهماتهم الجليلة المميزة بتواجدهم بشكل فاعل في قلب الملاعب والأحداث. ولا يفوتنا أن نتقدم كذلك بالشكر والعرفان لأعضاء مجلس الشرف على دعمهم المتواصل للارتقاء بناديهم إلى قمة المهارة والإبداع، وكذلك للجهازين الفني والإداري على جهودهم التي هي محل تقدير، ولكافة أهلنا الأوفياء. وكل عام وحبيبتنا بخير، وكل عام ودانة الدانات محروسة ومحفوفة بعين الله ولطفه وحنانه ورضاه.