خبير نفسي: الاستخدام الخاطئ ل”النرجسية“ يُعقّد العلاقات الزوجية ويمنع العلاج الفعلي

- النرجسية ليست شماعة الخلافات الزوجية ولا يمكن تشخيصها عبر الإنترنت
- خمس سمات دقيقة تحدد النرجسية.. والمحتوى السطحي يُضلّل الجمهور
- تصنيف الشريك بالنرجسي يفتح بابًا من المشاكل لا العلاج
- النرجسية ليست دائمًا مرضًا.. الوعي أساس الحل
حذر الأخصائي النفسي فيصل العجيان، المدير التنفيذي لمجموعة ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“، من أن مصطلح ”الشخصية النرجسية“ أصبح يُستخدم بشكل مفرط وغير دقيق، خصوصًا في الخلافات الزوجية، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من معالجتها.
وأوضح العجيان، خلال حلقة من بودكاست المجموعة، أن نسبة كبيرة من النساء باتت تلجأ إلى وصف شركائهن بأنهم نرجسيون بمجرد ظهور بوادر توتر في العلاقة، وغالبًا ما يبحثن عن تأكيد لتشخيصهن الذاتي من الأخصائيين، متجاوزات الأسباب الحقيقية الكامنة خلف الخلافات.
وأشار إلى أن هذا التوجه تعززه المحتويات المنتشرة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تقدم قوائم مختصرة وسطحية حول اضطراب الشخصية النرجسية، مما يدفع البعض إلى تصنيف أي اهتمام بالنفس أو المظهر على أنه مرض نفسي.
وبيّن أن تشخيص اضطراب النرجسية يتطلب تقييمًا دقيقًا ومعمقًا يستند إلى معايير علمية واضحة، لافتًا إلى أن الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للأمراض النفسية ”DSM-5“ يشترط انطباق خمس سمات على الأقل من أصل تسع، أبرزها الإحساس المبالغ فيه بالعظمة، الحاجة المستمرة للإعجاب، وانعدام التعاطف مع الآخرين.
وأضاف أن وجود بعض السمات النرجسية يُعد أمرًا طبيعيًا ومفيدًا أحيانًا في تعزيز الثقة والدافع الشخصي، لكن الخطورة تكمن في تحول هذه الصفات إلى سلوك دائم ينعكس سلبًا على العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وأكد أن الشخص المصاب غالبًا ما يظهر بصورة جذابة في بداية العلاقة، إلا أن ذلك سرعان ما يتبدد عند انكشاف سلوكياته الاستغلالية وتركيزه الكامل على ذاته، إلى حد إهمال أسرته وأطفاله في سبيل إشباع رغبته بالظهور.
وأشار العجيان إلى أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب نادرًا ما يلجؤون للعلاج النفسي بإرادتهم، بسبب شعورهم بالعظمة الذي يمنعهم من الاعتراف بالمشكلة، مؤكدًا أنهم يلجأون غالبًا للعلاج بسبب أعراض ثانوية كالاكتئاب أو القلق أو الشعور بالرفض من الآخرين.
وشدد على أن العلاج النفسي لا يهدف إلى إلصاق تشخيص دائم بالشخص، بل يركّز على تعديل السلوكيات التي تسبّب الخلل، وتدريبه على مهارات مثل التعاطف والتواصل الفعّال وقضاء وقت نوعي مع العائلة.
ودعا إلى وقف التشخيصات العشوائية واللجوء إلى المختصين لفهم ديناميكيات العلاقة بشكل علمي وعميق، بما يسهم في حلول مستدامة للمشكلات الزوجية.
?si=kH3ByNCWQ5JK2Oub