أمل جديد يولد.. ابتكار يبشر بنهاية مأساة ضحايا الجلطات

كشف فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد عن تطوير أداة جراحية دقيقة ومبتكرة لإزالة الجلطات الدموية الخطيرة، محققةً نسبة نجاح غير مسبوقة تصل إلى 90% في الإزالة من المحاولة الأولى.
ويَعِد هذا الابتكار، الذي أُطلق عليه اسم ”ميلي - سبينر“، بتغيير جذري في مواجهة السكتات الدماغية والنوبات القلبية، متجاوزًا بشكل كبير فعالية التقنيات الحالية التي لا يتعدى نجاحها 50% في كثير من الأحيان.
ويأتي هذا التطور كحل لمشكلة لطالما شكّلت تحديًا في غرف العمليات، حيث تعتمد الأدوات التقليدية على محاولة سحب أو التقاط الجلطات عبر قسطرة دقيقة.
إلا أن هذه الطرق كثيرًا ما تؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ إن شبكة بروتين ”الفايبرين“ التي تمنح الجلطة تماسكها غالبًا ما تنكسر أثناء السحب، مما يتسبب في تفتت الجلطة وانتشار شظاياها في مجرى الدم، الأمر الذي قد يؤدي إلى انسدادات جديدة في مناطق أكثر حساسية وخطورة.
على النقيض من ذلك، يعتمد جهاز ”ميلي - سبينر“ على آلية ميكانيكية فريدة، فهو عبارة عن أنبوب دقيق مزود بطرف دوّار فائق السرعة يتم إدخاله عبر القسطرة حتى يصل إلى موقع الجلطة.
وبمجرد تشغيله، تولّد قوى القص والضغط الناتجة عن دورانه السريع تأثيرًا يعمل على ضغط ألياف الفايبرين ولفها حول بعضها البعض، محوّلاً الجلطة الهشة إلى كرة صغيرة شديدة التماسك، مما يسهل عملية شفطها وإزالتها بالكامل دون خطر تفككها، بينما تنطلق خلايا الدم الحمراء التي تحررت منها في مجرى الدم بشكل آمن.
وأكدت التجارب المخبرية والحية التي أُجريت على نماذج للأوعية الدموية وعلى الخنازير، الفعالية المذهلة للجهاز الجديد، حيث أظهر قدرته على تقليص حجم الجلطات بنسبة تصل إلى 95%، وتحقيق الإزالة الناجحة من المحاولة الأولى في حوالي 90% من الحالات.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة رينيه تشاو، الأستاذة المساعدة وأحد العقول المشاركة في تطوير الجهاز إلى جانب الدكتور جيريمي هايت، أن الأداة أثبتت كفاءة استثنائية مع مختلف أنواع وأحجام الجلطات.
وأضافت أن الجهاز قادر على التعامل بفعالية حتى مع الجلطات الصلبة والغنية بألياف الفايبرين، والتي كان إزالتها بالوسائل المتاحة شبه مستحيل، مشيرةً إلى أن نجاح التقنية يكمن في مفهومها الميكانيكي البسيط الذي يكثف شبكة الفايبرين بدلًا من محاولة سحبها بقوة.
ويتطلع الفريق البحثي حاليًا نحو المستقبل بخطوات واثقة، حيث يعملون على تأسيس شركة ناشئة بهدف تسويق هذه التقنية الرائدة وإيصالها إلى المستشفيات حول العالم، كما يدرسون إمكانية توسيع نطاق استخداماتها لتشمل مجالات طبية أخرى، مثل تفتيت حصوات الكلى، مما يمثل قفزة نوعية في مجال التدخلات الجراحية الدقيقة، ويبشر بعهد جديد في إنقاذ حياة المرضى.