هل يمكن لملعقة من السمسم الأسود يومياً أن تغير مؤشراتك الصحية؟

سلطت دراسات علمية حديثة الضوء على الفوائد الصحية الملموسة لبذور السمسم الأسود، مُثبتةً بالدليل العلمي ما كان يُعرف قديماً في الطب التقليدي ككنز غذائي نادر.
وأظهرت الأبحاث أن هذه البذور الصغيرة ليست مجرد إضافة للنكهة، بل هي مركب طبيعي غني بالعناصر النشطة بيولوجياً القادرة على تعزيز صحة الإنسان بشكل شامل، لا سيما في مجال صحة القلب والأوعية الدموية.
وكشفت نتائج تجارب سريرية دقيقة عن تأثيرات إيجابية مباشرة لتناول السمسم الأسود، حيث أفادت إحدى الدراسات أن استهلاك المشاركين لكمية 2,5 غرام فقط يومياً على مدار شهر واحد، أدى إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم الانقباضي بنسبة تصل إلى 6%.
وفي سياق متصل، أثبتت تجربة أخرى أن إدراج 40 غراماً من بذور السمسم المقشرة ضمن النظام الغذائي اليومي لمدة شهرين، ساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار «LDL» بنسبة 10%، والدهون الثلاثية بنسبة 8%، وهي مؤشرات حيوية تدعم دوره الفعّال في الوقاية من أمراض القلب.
ويعزو الخبراء هذه الفوائد إلى التركيبة الغذائية الفريدة للسمسم الأسود، الذي يتفوق على نظيره الأبيض بتركيزات أعلى من المركبات الفينولية والليغنانات، مثل السيسامين والسيسامولين.
وأوضحت الأبحاث أن هذه المركبات تمتلك خصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهابات، مما يساعد الجسم على مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يُعد سبباً رئيسياً في تطور العديد من الأمراض المزمنة، ويعزز في الوقت ذاته من كفاءة الجهاز المناعي.
وتمتد فوائد السمسم الأسود لتشمل جوانب صحية أخرى، حيث أشارت نتائج تجارب أُجريت على الحيوانات إلى مؤشرات واعدة في تحسين مقاومة الأنسولين وخفض مستويات الجلوكوز في الدم، بالإضافة إلى تقليل التهابات الكبد وتراكم الدهون عليه، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال دعم علاجات السكري واضطرابات الأيض.
وتتكامل هذه النتائج الحديثة مع إرث طويل من الاستخدام في الطب الصيني التقليدي والأيورفيدا، حيث كان يوصف لقرون لتعزيز حيوية الشعر، وتغذية الدم، وتحسين نضارة البشرة ولونها.
وعلى الصعيد الجمالي والوقائي، لم تغفل الدراسات دوره التقليدي، حيث توصي الأدبيات القديمة باستخدامه لمنع ظهور الشيب المبكر، بينما أظهرت بعض الأبحاث المعاصرة أن زيت السمسم قد يوفر حماية جزئية من أشعة الشمس فوق البنفسجية بنسبة تصل إلى 30%.
ورغم انتشاره في أطباق متنوعة حول العالم وتوفره كمكمل غذائي، ينصح الأطباء بضرورة توخي الحذر من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية السمسم، أو أولئك الذين يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم أو مميعات الدم، لتجنب أي تفاعلات دوائية محتملة.