وفاة الملا أحمد الخميس.. الخطيب الذي لم تتكرر خطبه طوال 60 عامًا

غيّب الموت صباح اليوم الملا أحمد منصور الخميس، أحد أبرز روّاد المنبر الحسيني في مدينة سيهات، عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد مسيرة استثنائية امتدت لما يزيد على ستة عقود، عُرف خلالها بخطبه التي لم تتكرر، وبأسلوبه الخطابي الفريد في عرض سيرة الإمام الحسين .
واستعاد محبوه سيرة رجل كرّس حياته لخدمة المنبر الحسيني، واحتفظ لنفسه بمكانة استثنائية في ذاكرة المجالس العاشورائية، نظير تفرّده في الطرح، وحرصه على تقديم محتوى جديد في كل مجلس، حتى بات اسمه مقرونًا بمنبر لا يكرر نفسه، وصوت لا يشبه سواه.
وشكّل الملا الراحل مدرسة خطابية متفردة في عرض سيرة الإمام الحسين، اتسمت بعدم التكرار في الطرح، مما أكسبه مكانة راسخة في وجدان محبيه ومستمعيه داخل المملكة وخارجها.
وتلقى الخميس علومه الدينية الأولى في حوزة النجف الأشرف في السبعينات الميلادية، بعد أن ارتقى المنبر مبكرًا في سن السادسة عشرة، متأثرًا بأستاذه ملا علي السالم، الذي وضع اللبنات الأولى في شخصيته الخطابية، وربّاه على حب العترة والإخلاص للمنبر.
وطوال مسيرته، خطب في سيهات، والقطيف، وصفوى، والأوجام، والأحساء، والبحرين، لكن المجالس التي أقامها في سيهات، خصوصًا في حسينية الناصر والسيهاتي، كانت شاهدة على تفرّده، وعلى مدار سنوات، ظل جمهوره يتنقّل بين مجالسه باحثًا عن خطاب جديد لا يُعاد، وقصيدة لم تُسمع من قبل.
وكانت له مؤلفات أدبية ودينية، منها ديوان ”الأسى في رثاء أهل الكساء“، وإصدار مطبوع حديثًا بعنوان ”المجالس العاشورائية في التفسير والتاريخ والأدب“، فضلاً عن مؤلف تحت الطبع بعنوان ”الحسين سفينة النجاة“، يوثق فيه تجربته في مجالس عاشوراء.
واشتهر بقصائد حسينية خالدة بصوته، منها: ”ودّعوني أهل بيتي الوداع“، و”نوحي على حسين“، و”تدري يا بو السبطين“، وهي قصائد لم تُعرف إلا من خلال صوته، وأسهمت في ترسيخ حضوره في الوجدان الحسيني.
وكان الخميس قد توقّف عن الخطابة في عام 1438 هـ بسبب وعكة صحية، لكنه واصل حضور المجالس الحسينية بحسب ما يسمح به وضعه، قبل أن يُكرّم في عدد من المحافل تقديرًا لدوره الريادي في الساحة الخطابية وتخريجه لجيل من الخطباء البارزين، منهم الملا محمد الدرويش، والملا علي الباشا، والملا علي النعيمي.
?si=ZSj0FopU3ShiGwRh