المنتدى السعودي للإعلام.. النقاش الموضوعي الحُر
بات ”المنتدى السعودي للإعلام“ منصة سنوية تشخص لها أنظار المعنيين من الصحافيين وصناع المحتوى، من دولٍ وتجارب وأجيال مختلفة، يجتمعون فيه لتبادل الخبرات ونقاش مستقبل ”السلطة الرابعة“ في ظل التسارع التقني، والتغيرات المفاهيمية، ومتطلبات سوق العمل؛ وأيضًا الأحداث السياسية والأمنية والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، وهذه المعطيات المختلفة تؤثر بشكل مباشر في صناعة الصحافة، وتضع العديد من التحديات التي يجب التعامل معها بعقلانية ودون انفعال، وبصراحة وواقعية أيضًا.
النسخة القادمة من ”المنتدى“ التي ستعقد في فبراير 2026، ستنطلق تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ما يشير لأهمية ”الإعلام“ وحضوره في ”رؤية المملكة 2030“، ليس بوصفه أداة للترويج للمشاريع التنموية العملاقة وحسب، إنما أداة مهنية تراقب، وتحلل، وترصد، وتنقل الحيوية التي تعيشها السعودية اليوم، وتعكس الإصلاحات المجتمعية والاقتصادية والقانونية والثقافية الواسعة، وبالتالي، فإن ”المنتدى السعودي للإعلام“ هو في أحد أوجهه انعكاسٌ للثقافة المحلية بنخبها وفاعليها وقياداتها وجمهورها، وتفاعل هؤلاء جميعًا مع التجارب العالمية والثقافات من حولهم، والرغبة في أن يكون هناك تبادل معرفي، يقود إلى التطور والتحديث.
في دوراته السابقة أبرز ”المنتدى“ قدرة السعودية على استثمار إعلامها ورعايتها لمؤتمرات دولية كمنصة للتأثير السياسي الإيجابي أيضًا، بوصف الرياض عاصمة رئيسة في ترسيخ السلام وحل الأزمات عبر الحوار وبعيدًا عن العنف. لقد لعبَ الإعلام السعودي دورًا حيويًّا في مجال الدبلوماسية، من خلال تغطية المؤتمرات والقمم السياسية التي استضافتها المملكة، سواء بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، أو المتعلقة بالملف الفلسطيني و”حل الدولتين“، والجهود المتواصلة بهدف ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط. الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أداة دبلوماسية ناعمة، وجسر للتفاهم الدولي، ومحرك لتحقيق أهداف ”رؤية 2030“ من تنويع الاقتصاد إلى تمكين المواطن السعودي، وصولًا إلى تعزيز مكانة المملكة كقوة إعلامية ودبلوماسية في المشهد العالمي. من هنا، الإعلام يتجلى كرافعة للتغيير، وأداة للتنوير، وأيضًا مساحة يعبر من خلالها الناس عن تطلعاتهم وأحلامهم، في السعودية الجديدة.