لماذا تشعر المرأة بالضيق والانفصال عن الواقع بعد الولادة؟ طبيبة توضح

عزت استشارية أمراض النساء والولادة، الدكتورة مها النمر، التغيرات النفسية والجسدية الحادة التي تواجهها المرأة عقب الولادة إلى الانخفاض المفاجئ في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون.
وأكدت أن فهم هذه الحقيقة العلمية هو الخطوة الأولى نحو تقديم الدعم الفعّال للمرأة في هذه المرحلة الدقيقة من حياتها.
وأوضحت الدكتورة النمر أن هذا الاضطراب الهرموني يؤدي مباشرة إلى تغيرات ملموسة في كيمياء الدماغ، مما يفسر شعور الكثير من النساء بالضيق، وضعف إدراكهن الذاتي، وفي بعض الأحيان شعورهن بانفصال مؤقت عن الواقع وعدم القدرة على استيعاب التحول الكبير الذي طرأ على حياتهن في فترة وجيزة.
وطمأنت بأن هذه الحالة النفسية المعقدة هي مرحلة مؤقتة، وأن المرأة قادرة على استعادة توازنها الطبيعي بشكل تدريجي مع مرور الوقت.
وفي سياق متصل، شددت النمر على أن دور الزوج والأسرة يتجاوز الدعم العاطفي التقليدي ليصبح جزءًا لا يتجزأ من عملية التعافي.
وأكدت أن مسؤولية المحيطين بالمرأة تتمثل في توفير شبكة أمان متكاملة، تشمل إظهار الحب والمودة والدعم النفسي المستمر، إلى جانب تقديم المساعدة الجسدية الملموسة، كتوفير وجبات صحية متوازنة، والمشاركة الفاعلة في رعاية المولود الجديد، ومنح الأم وقتًا كافيًا للحصول على قسط وافر من النوم والراحة الجسدية والعقلية، الأمر الذي يُعد ضروريًا لاستعادة استقرارها الهرموني والنفسي.