تأمّل نِعَمك... ثم قل: الحمد لله
نحن جميعًا نعيش في هذه الحياة، نعم، قد لا ندرك قيمتها أبدًا، ولا نكلّف أنفسنا التأمل في تلك النعم. ماذا لو منحنا أنفسنا شرف التأمل في النعم الظاهرة والباطنة التي أنعم الله بها علينا؟
الحياة ليست مجرد زمن أو وقت يمضي، بل فرص بالغة الأهمية تحتاج منّا إلى شكر وامتنان للخالق جلّ في علاه.
اذهب في زيارة سريعة لمريض في المستشفى، سوف تدرك بعدها نعمة العافية بلا شك، وحينما ترى وتشاهد أولئك المرضى، منهم من يئن، ومنهم من يتوجّع، ومنهم من يصارع الموت بصمت، ستدرك حينها أن الصحة غالية جدًّا، وليست شيئًا لا قيمة له.
حينما تمشي بمفردك بلا ألم وبلا معاناة، حينما تتنفس بسهولة، وحينما تستيقظ كل صباح وأنت معافى في جسدك ولا تشتكي ألمًا، تلك جميعها نعم قد تبدو صغيرة وعادية، لكنها أثمن مما تتخيل.
اذهب إلى المقبرة، سواء لزيارة قريب لك توفاه الله أو لزيارة الأموات بشكل عام بغرض الدعاء لهم والترحّم عليهم. فقط قف بضع دقائق هناك، وشاهد المنظر المهيب الذي أمامك، شاهد القبور، واستمع لصمت المقابر الذي يتّسم بالرهبة وأحيانًا الخوف. تخيّل أنك بين أولئك الأموات الذين تقف بين قبورهم الآن، وتأمّل جيدًا. حينها ستدرك أن لا بد لكل شيء أن ينتهي يومًا ما، وأن هذا المكان الذي أنت فيه الآن سيكون بيتك غدًا.
إن الحياة قصيرة، ولا تستحق أن نهدرها في نزاعات وصراعات لا طائل منها، بل هي فرصة لصنع الأثر وعيش كل لحظاتها بالشكر والامتنان لله وحده.