آخر تحديث: 2 / 8 / 2025م - 9:45 م

العمل التطوعي منارة للوطن

أحمد منصور الخرمدي *

إن الأعمال التطوعية العامة في المناسبات الدينية والوطنية، لا تختلف عن غيرها من الأعمال الخيرية في الجمعيات والمؤسسات الأخرى، جميعها تصب في مصلحة واحدة، ويتطلب القائمون عليها إخلاصًا للنية وأن يكون العمل الذي يقومون به خالصًا لله تعالى.

العمل التطوعي، عمل نبيل يساهم في بناء المجتمع، وهو يجسد روح التعاون والتكافل ومنه نستلهم دروسًا عظيمة، في الصبر والإخلاص والتعاون واكتساب الخبرة والمهارات ويمنحنا القدرة على مواجهة التحديات والصعاب.

لِمَ لا يكون الفرد منا عنصرًا مساعدًا في مجتمعه؟ إن المسؤولية الاجتماعية والإنسانية لا تقف عند شخص دون سواه، فالتكافل الاجتماعي والتعاون بروح الجسد الواحد، يبعث إحساسًا كبيرًا، ويعطينا القوة، إن كل واحد منا قادرٌ أن يقوم بدوره.

نحن في زمن الصعاب، والكل منا عليه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه، أبناؤنا وبناتنا، الفئة الشبابية الواعدة، نجدد فيهم روح العمل التطوعي والإنساني النبيل، ونحن الآباء أحق أن نقوم بذلك ليقتدوا بنا، نشد بأيديهم ولا نكون في منأى من أنفسنا، منعزلين، قعودًا، خاملين.

علينا جميعًا أن يكون لنا، في مجتمعنا مكانة ذات تأثير وإيثار، مع كل ما يحيط بنا، نتحمل كامل المسؤولية، ثقافيًا واجتماعيًا وتنمويًا، فالدعوة هنا لا تقتصر على عالم أو خطيب، وإن كان دورهم الإرشادي والتوعوي الإسلامي مهمًا للغاية وبالاستدلال من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، فالدور التثقيفي في المدارس والجامعات ومن أعمار مبكرة كذلك مهم وحساس للغاية، يُسهم في الإعداد لجيل متعاون ويتمتع بروح إيجابية وقادرة على تطوير نفسها والارتقاء بها إلى ما هو أفضل.

لا يخفى على الجميع، أن العمل التطوعي أصبح أكثر إشعاعًا وحيويةً، وذلك بفضل الله ثم بما توليه الدولة رعاها الله من اهتمام وتركيز واسع، وما تقوم به من دورٍ محوري ونشط طوال العام، جهود كبيرة تبذل على تنظيم العمل التطوعي والارتقاء به، وقد أطلقت الدولة، منصة إلكترونية تهدف إلى توفير فرص تطوعية متنوعة، وربط المتطوعين بالجهات التي تحتاج الأعمال التطوعية، مع توثيق الساعات التطوعية المبذولة ومنحهم شهادات عمل تطوعية كلٌ حسب توجهه، مما أسهمت تلك المنصة المباركة بزيادة تفوق ما كان متوقعًا، وذلك بفضل الله ثم بما حققته الرؤية من تحسين جودة الحياة والفرص المميزة، والتي منها تمكين المرأة السعودية وإسهامها الفعال والإيجابي وبأعلى مستوى في شتى المجالات.

وكمجتمعٍ نحن، نشيد بدور جمعياتنا الخيرية وما تقوم به من نشر الوعي بأهمية العمل التطوعي وذلك من خلال دوراتها التأهيلية التي من شأنها تغرس مفاهيم العمل التطوعي ونشر الوعي لدى المتطوعين، بما عليهم من واجبات منها، الالتزام بالمواعيد والوقت، الصدق والإخلاص والصبر والأمانة في العمل، وما لهم من حقوقٍ، أن توفر لهم الجهة، البيئة المناسبة والتقدير والاحترام وأن يعامل المتطوع شريكًا في النجاح، وإن ما تبذله الجمعيات من جهود ببرامجها ومبادراتها الوطنية المتعددة لكبيرٌ، مما يساهم في تحقيق الأهداف التي تسعى وتحرص عليها الجهات المعنية بالدولة - حفظها الله - ومما يساهم في تحقيق التكافل الاجتماعي المنشود، وجودة الحياة بالتنمية المستدامة وبناء مجتمع أكثر تماسكًا وازدهارًا.