آخر تحديث: 18 / 10 / 2025م - 8:33 م

أعمال بصرية تبني العلامة الوطنية

حسن المصطفى * صحيفة البلاد البحرينية

أضحى ”اليوم الوطني“ السعودي مناسبة لصياغة سردية حديثة واقعية غير مضخمة عن الذات، يقدمُ من خلالها إنسان هذه الأرض وما حققه من منجزات، وتبرز التنوع المجتمعي، وذلك عبر الأزياء التقليدية، والقصائد والفيديوهات الوطنية، وأيضا السرديات التاريخية الموثوقة، والاحتفالات الفنية والثقافية، وجميعها مكونات في مشروع أشمل هو بناء العلامة الوطنية «Nation Branding» للسعودية الحديثة.

العملُ البصري القصير ”صليب الراس“ الذي أطلقته مبادرة ”كنوز السعودية“ التابعة لـ ”وزارة الإعلام“ بمناسبة اليوم الوطني ال 95، يمكن أخذه كمثال واضح على رؤية وطنية تعيد بناء روايتها المحلية بأدوات حديثة ومشهدية جذابة، مازجة بين التاريخ والشعر والصورة، ما يجعل العمل يتجاوز بعده الاحتفائي، ليكون جزءا من مشروع أوسع يستهدف إدماج الجيل الجديد في هويته السعودية، ودفعه إلى الانخراط في بناء الدولة المدنية الحديثة، وهي دولة تتكئ على تاريخ ثري من الإيثار والتضحية والشجاعة.

النص الشعري المستعاد من الشاعر فهد بن دحيم، وُظِف في قالب ملحمي بصري، أعاد وصل الحاضر بالماضي، بلغة سينمائية وتقنية عالية تستهدف جذب انتباه جيل الشباب، كما أنها تخاطب المشاهد الأجنبي في الوقت ذاته. بذلك تصبح القصيدة التراثية جزءًا من خطاب وطني تظهرُ فيه السعودية كدولة متماسكة الجذور وحديثة الأدوات في آنٍ معاً. هذا النوع من المقاربات غير التقليدية لـ ”اليوم الوطني“ نالت رواجاً بين الجيل الجديد. بحسب بعض الإحصاءات التي أجريت مؤخراً، فقد حققت بعض الحملات الوطنية 13 مليون مشاهدة و 28.5 مليون تفاعلٍ عبر المنصات الرقمية، الأمر الذي يكشف عن أن المحتوى الوطني يحظى بتفاعلٍ حتى بين غير السعوديين في خارج المملكة، رغبة من هؤلاء في التعرف على المتغيرات المتسارعة الجارية في السعودية.

الرسالة الأساسية لهذه الأعمال مزدوجة، داخلياً تحفزُ الشباب على الفخر بالهوية والمشاركة في الإصلاح والتنمية؛ وخارجياً، تُقدم السعودية كدولة حديثة منفتحة على الآخر، قادرة على المنافسة في عالمِ الأفكار والصور، وهذا جزء من ”الدبلوماسية“ في تأثيرها الثقافي الأوسع.