آخر تحديث: 18 / 10 / 2025م - 8:33 م

الدكتور عبد العظيم البراهيم… سيرة نور وعطاء

حينَ يُولَدُ الإنسانُ من رحم العطاء، ويكبر على ضفاف الرحمة، يصبح اسمه أكثر من حروف، يصبح قصةً تنبض بالحياة.

في الأحساء، حيث النخيل يرفع ظلاله إلى السماء، ويمتزج التراث بالعلم، بزغ نجمٌ اسمه الدكتور عبد العظيم البراهيم، أبو عليٍّ وغديرٍ.

د. عبد العظيم البراهيم، طبيب تنبض بين يديه الحياة.

طبيب جمع بين دقة العلم وصفاء القلب، بين رحمةٍ تسكن عينيه، وحكمةٍ تنساب من كلماته.

هو أول استشاري للجهاز الهضمي والكبد والتغذية للأطفال في الأحساء، وهو المؤسس والرائد والخبير.

أنقذ حياة أطفالٍ كَثُر، فصار اسمه مرادفًا للأمل، وصوته في تلاوة القرآن مرادفًا للسكينة.

ولم يكتفِ بالطب وحده، بل كان شاعرًا ملهمًا، مثقفًا واسع الأفق، وفنانًا تشكيليًا يرسم الحياة بألوان جديدة.

هو صوت يتلو القرآن بنورانية، وريشة ترسم الفن، وقلب يهب الحياة. تلاوة تبعث الطمأنينة، وريشة ترسم الإبداع، وطب يفيض إنسانية، فهو صوتٌ يُسبِّحُ، وريشةٌ تبتكر، وقلبٌ يضيء العتمة.

حين يجتمع ترتيل القرآن مع جمال الفن وحنان الطب، يتجلّى أمامنا صوتٌ يقدّس الوحي، وريشة تعانق الجمال، وقلبٌ يزرع الشفاء.

أمام سيرته، تقف الكلمات عاجزة، لأننا لا نصف إنسانًا فقط، بل نرسم لوحة من نور وخلود.

الدكتور عبد العظيم البراهيم… نهر الحياة ولوحة النور.

عندما يصبح الإنسان نورًا مشعًا يفيض، ويتحول نهر عطائه إلى جدول صافٍ يسقي القلوب، حينها نعرف أننا أمام رجل استثنائي، لا تحده الكلمات، ولا يصفه الحرف مهما طال.

هو الدكتور عبد العظيم البراهيم، أبو عليٍّ وغديرٍ، طبيب، إنسان، أخ، صديق.

عالم يقرأ الجسدَ كما يقرأ كتابًا مفتوحًا، وحكيم يصغي إلى أنين الأطفال كما يصغي إلى نغمة من السماء.

أول استشاري لأمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال في الأحساء، العلامة الأولى في اختصاصه، الخبير الذي يملك تجربة عالية، العين الفاحصة، والقلب الواسع، واليد التي لا ترتجف حين تحمل حياة.

حاصل على البورد السعودي والعربي في طب الأطفال، والزمالة السعودية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد لدى الأطفال.

لكن شهاداته ليست أوراقًا، بل مسيرة حياة، وأبواب خير فُتحت لأطفالٍ كادوا أن يفقدوا الأمل.

طبيب وإنسان، ذو حكمة، ذو ثقافة عالية، لا تراه إلا مبتسمًا، يضيء وجهه بالطمأنينة، ويزرع في قلوب أهالي الأطفال حلمًا جديدًا بالشفاء.

هو الأخ الذي يقف بجوارك، والصديق القريب من الروح.

هو الصوت الذي يترنّم بالقرآن، فتخضرّ الأرواح بخشوعه، وتذوب القلوب في نبراته الصافية.

أنقذ حياة أطفالٍ كثيرين، كأنه حارس على بوابة الحياة، يمنع الموت من العبور، ويمنح الطفولة فرصة أخرى للضحك، للجري، للنمو، وللعناق الدافئ بين أذرع أمهاتهم.

أسّس وحدةَ الجهاز الهضمي في مستشفى الولادة والأطفال، ولم يكن التأسيس حجارة أو جدرانًا، بل كان تأسيسًا لمدرسة في الرحمة، ومعهدًا في الإنسانية، ورسالةً تفيض علمًا وإخلاصًا.

ولأنه لا يكتفي بأن يكون طبيبًا، كان شاعرًا ملهمًا، ينسج بالكلمات أفقًا جديدًا، ينقلنا من قسوة الواقع إلى دفء المعنى، ومن ضيق اللحظة إلى اتساع الحلم.

هو المثقف واسع الثقافة، الذي يقرأ في الطب كما يقرأ في الشعر، وفي الفلسفة، وفي الفن.

يجمع بين العقل الباحث، والقلب الشاعر، والعين الفنانة.

لوحاته التشكيلية شاهدة، ألوانه ليست مجرد صبغات، بل هي وجوه أخرى لروحه، وأصوات أخرى لرحمته.

يرسم الطفولة كما يرسم الأمل، يرسم البحر كما يرسم الذاكرة، يرسم الحياة كما يرسم الموسيقى في فضاء صامت.

تعجز الكلمات عن وصفه، لأنه أكبر من تعريف، وأعمق من حدود.

إنه إنسان جمع في داخله الطبيب العالم، المثقف الحكيم، القارئ الحافظ، الشاعر الملهم، الفنان العابر للحدود.

عبد العظيم البراهيم، يا من صنعتَ لنفسك سيرةً من ذهب، يا من علّمتنا أن النجاح ليس في الإنجاز وحده، بل في الإنسانية التي تظلّل كل إنجاز.

في ممرات المستشفى تتردد خطاك كأنها موسيقى للطمأنينة، في قلوب الأطفال اسمك محفور كدعاءٍ صغير، وفي ذاكرة الأهالي صورتك معلقة كمنقذٍ رحيم.

أنت الإنسان الذي حين يتحدث، يُصغي الجميع كأنهم أمام حكمةٍ سماوية، وحين يقرأ القرآن، تذوب الحروف في صوته كأنها تُبعث من جديد، تعود إلى أصلها الأول نورًا وهداية.

يا عبد العظيم، يا ابن الأحساء الوفي، يا نهرًا يجري بالخيرِ، يا نجمًا يضيء في سماء العلم، أنت علامة في اختصاصك، ورمز في مدينتك، وأيقونة في قلوب من عرفوك.

ما أوسع قلبك، وما أصدق ابتسامتك، وما أعذب كلماتك، وما أجمل لوحاتك.

أنت الطبيب الذي يمسح الدموع، والشاعر الذي يكتب بالحب، والفنان الذي يرسم بالحلم.

سلامٌ عليك في كلِّ خطوةٍ، سلامٌ عليك في كلِّ لحظة إنقاذ، سلامٌ عليك في كل قصيدة تكتبها، وفي كل لوحة ترسمها، وفي كل آية تقرؤها.

سلامٌ على إنسانٍ صار نورًا، وعلى طبيبٍ صار نهرًا، وعلى روحٍ صارت أنشودة حياة.

استشاري طب أطفال وحساسية