آخر تحديث: 18 / 10 / 2025م - 1:28 ص

ماذا تختار؟ «السحر وتأثيره على الفكر»

نجمة آل درويش‎ *

كلما رأيت منشورًا عن السحر، يتكرر في ذهني ذات الخاطر.

أنا مؤمنة أن هذه الأشياء موجودة: السحر، الحسد، وما شابهها. لكن عندنا - نحن العرب - أوقفنا حياتنا في التفكير المفرط بها.

كأننا كلما ركّزنا عليها وأعطيناها من وعينا، صرنا نحن بأنفسنا نُعطّل أمورنا. كأن الساحر الحقيقي هو الإنسان نفسه.

اليوم نرى انتشار ”اختاري رقمًا“ أو ”اقرئي التاروت“، وكأنها نسخة جديدة من ”قراءة الفنجان“ أو ”الأبراج“ التي كانت بالأمس. كلها أشكال مختلفة لذات الفكرة.

أتذكر قول أحد العلماء وهو يحذّر من الانشغال بها: المؤمن لا يضيّع وقته فيما لا يزيده إلا تيهًا.

أحيانًا عندما يمر الناس بصعوبات في صحتهم، نومهم، عملهم… الخ، يمكن أن يلقوا اللوم على شيء خارجي، كالسحر أو الحسد.

ينسون أن الحياة نفسها دار ابتلاء، متصرفة بحالها من حال إلى حال، وأن هذه الصعوبات جزء طبيعي من تجربة الإنسان، لا تحتاج دائمًا إلى سبب خارجي.

ليس كل ما يصيبنا نتيجة لقوة خارجة عن إرادتنا، أحيانًا يحتاج الإنسان فقط أن يواجه ذاته، يفكر، ويبحث ليجد القوة والحل الحقيقي.

ولنا في قصص الأنبياء عبرة واضحة:

النبي موسى حين ألقى عصاه بأمر الله، غلب سحر السحرة، ﴿فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف: 118].

وكذلك النبي يوسف الذي حُكم عليه بالفتنة والخداع، لكنه ظل محفوظًا بإرادة الله ونجا من مكائد الحسد.

كأن الله يخبرنا: السحر والباطل مهما عظم، لا يؤثران إلا بقدر ما نُسلّم له من قلوبنا وضعف إيماننا.

ولعلّ الحقيقة الأوضح أن ما نوجّهه من انتباه هو ما يكبر في حياتنا،

فلماذا نُعطي الوهم قوته بدل أن نستمد قوتنا من الله؟