آخر تحديث: 18 / 10 / 2025م - 8:33 م

تعاليم الإسلام وتوجيهاته النّيرَة

جمال حسن المطوع

كم هو جميل وعظيم أن نصغي إلى ما تأمر به الشريعة الإسلامية من توجيهات تربوية وأخلاقية وسلوكية، تزيد الترابط الأسري والمجتمعي في تقوية العلاقات الرحمية والبعد عن الاستعلاء والتعالي، وخاصةً بين الأب وأبنائه، حيث تحث تعاليم الإسلام على إفشاء السلام والتحية عندما يلتقي الأب بعائلته، ولا ضير أن يبدأ هو بالسلام عليهم والترحيب بهم والانشراح والسرور عند لقياهم في المنزل أو في أي مكان يجتمعون فيه. وهذا لا يُعد انتقاصًا في شخصيته ومكانته، بل يزيده شرفًا ورفعة عند الطرف المقابل، فالمعروف والمتصادق عليه أن يبدأ الأبناء بالسلام على والدهم كما جرت العادة، ولكن أن يكون العكس، فهذا يخلق جوًا إيجابيًا في العلاقة الحميمية، ويزيد الثقة المتبادلة ويشعر الأبناء بالغبطة والسرور وبحنان الأبوة، مما يعطيهم دافعًا للالتزام بأن يكونوا السبّاقين مستقبلاً للترحيب بأبيهم، ويقابلوه بنفوس منفتحة وقلوب مسرورة. ذلك يساعد على الترابط والتلاحم الأسري، وهو ما يخلق الثقة بين الجانبين، حيث يسود الوئام والمحبة ليمثلوه خير تمثيل أمام الآخرين، فيعطوا انطباعًا لجميع الآباء والأبناء أن يقتدوا بهم نهجًا وسلوكًا، فيترك إيجابيات معنوية لا حصر لها على حاضر الواقع.

وفي مشهد مشابه لما تطرقنا إليه، ويمكن تحقيقه والاستشراف به على أرض الحقيقة، يتمثل مثلًا لو قام رجل مسنّ وهو في طريق عام بادئًا وسبّاقًا بالسلام على صبية أو شباب في أماكن عامة، مما يشجع أولئك الشبيبة على الاندفاع عند مشاهدتهم له مرة أخرى أن يتسابقوا بالسلام عليه، ليخلقوا جوًا من الألفة والمحبة والتقدير المتبادل، مصداقًا لذلك ما جاء في رواية مروية عن الإمام جعفر الصادق حيث قال: «يسلّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، وإذا لقيت جماعةً سلّم الأقل على الأكثر، وإذا لقي واحدٌ جماعةً، سلّم الواحد على الجماعة، وهذا ينسحب على أن يسلّم الكبير على الصغير».

وبهذا نقطع فجوة كبيرة في التواصل الاجتماعي، وكل هذه المعطيات الآنفة الذكر كم نحن في حاجة إليها هذه الأيام لنبعد عن واقعنا النفور والصدود واللامبالاة في مجتمعنا، حتى تنفتح القلوب على بعضها في قالب مثالي من التواضع والاحترام المتبادل.

وبهذا يزيد ارتباطنا بعضنا ببعض في زمن طغت عليه الماديّات والمصالح الشخصية والفوقية المزيفة… والله الموفق.