دور المشاهير في الإقبال على القراءة
لا يمكن إلا أن نعد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا مهمًّا من المجتمع، عندما يتعلق الأمر بالقراءة؛ لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. فمنهم من يقرأ ويحب القراءة والكتب، ومنهم من لا يفعل ذلك ولا يلقي بالاً لهذ الأمور، مكتفيًا بما يقوم به من تسليط الضوء على قضايا عادية جدًّا. وهذه الأمور التي ذكرنا يقوم بها عامة الناس أيضًا لكن المسؤولية على المشاهير أكبر؛ بما حظوا به من شهرة وشعبية لدى أبناء المجتمع.
من حقهم أن يقوموا بأنشطتهم المعتادة، وأن يستمتعوا بالشهرة التي يحصلون عليها نتيجة ذلك مادامت في الحدود المقبولة، لكنني أقترح أن يضيفوا إليها نشاطات يكون لها تأثيرات إيجابية على المجتمع، ونخص بالذكر هنا تغطية بعض الأنشطة المتعلقة بالكتب، وتشجيع الناس على القراءة، أو تسليط الضوء على كتاب يختارونه في كل يوم أو كل أسبوع حسبما يتاح لهم.
ولدينا في العالم نماذج عن مشاهير كانت لهم أدوار مهمة في التسويق لكتب بعينها أدت إلى الترويج للقراءة، ورفع قيمتها في أعين الناس، ومن أبرزهم الإعلامية الأمريكية الشهيرة التي أطلق عليها بعضهم لقب «ملكة تحويل الكتب إلى أفضل المبيعات»؛ أوبرا وينفري، التي أسست ناديًا للقراءة تقترح فيه على الناس أسماء كتب، وقد أثبت عملها هذا قدرة عجيبة على الترويج للكتب؛ ”فالروايات التي يستعرضها برنامجها، حتى لو كان مؤلفها مغمورًا، تقفز روتينيًّا إلى رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعًا“ «كتاب: في مديح البطء، ص 259»، ”وفي غضون 24 ساعة من نصيحتها بقراءة رواية“ شرق عدن ”للكاتب الأمريكي جون شتاينبك «John Steinbeck»، التي نشرت لأول مرة في سنة 1952، ارتفع ترتيب الرواية من المرتبة 2356 إلى المرتبة 2 في قائمة مبيعات أمازون!“ «المصدر السابق، ص 260».
ويقوم عدد من مشاهير عالم التقنية بنشر توصيات سنوية ودورية لهم حول الكتب التي يقترحون قراءتها، ومنهم الملياردير الأمريكي بيل غيتس على مدونته «Gates Notes».
وقد كان للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، دور مهم في الترويج لبعض الكتب في قائمته السنوية التي ينشرها، بل كان يقوم بذلك حتى عندما كان رئيسًا.
ربما يطالب بعض هؤلاء المشاهير بمقابل مالي للإعلان عن بعض الكتب، وهو حق لهم، لكن يمكنهم عمل تغطيات لبعض البرامج القرائية، أو نشر أخبار صدور كتب جديدة مجانًا، كجزء من مساهمتهم في الحراك الفكري والثقافي في البلاد. ولا يمكننا بالطبع أن نتوقع أن يقوم المشاهير العالميون بالترويج لكتبنا، بل نتوقع ذلك من مشاهير بلادنا، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على الاهتمام بالكتب لدى أبناء الجيل الجديد.