آخر تحديث: 18 / 10 / 2025م - 8:33 م

الكشافة السعودية في جوتا - جوتي.. حضور يعكس وجه المملكة الثقافي والإنساني

مبارك بن عوض الدوسري *

في عطلة نهاية الأسبوع الثالثة من أكتوبر من كل عام، يجتمع أكثر من مليوني كشاف من أكثر من 170 دولة في أكبر حدث كشفي رقمي على مستوى العالم، هو الجامبوري على الهواء والإنترنت «JOTA-JOTI»، ليشكلوا جسراً للتواصل بين الثقافات والحضارات من خلال موجات الراديو وشبكات الإنترنت، في مشهد عالمي يعكس جوهر الحركة الكشفية وروحها القائمة على الصداقة والسلام.

ومع انطلاق نسخة عام 2025 من هذا الحدث العالمي خلال الفترة من 17 إلى 19 أكتوبر الجاري، تسجل جمعية الكشافة العربية السعودية حضورها الفاعل كعادتها، في معسكر كشفي يُقام في الكلية التطبيقية بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالرياض، هذه المشاركة ليست مجرد تواجد رمزي أو تقني، بل هي فرصة مواتية لتعريف كشافي العالم بالمملكة العربية السعودية وما وصلت إليه من تطور شامل في مختلف المجالات، ولعرض الصورة المشرقة لما تشهده البلاد من تحول وطني طموح في ظل رؤية المملكة 2030، حيث باتت الثقافة جزءاً أصيلاً من مقومات جودة الحياة ومحركاً أساسياً لبناء الإنسان السعودي وتعزيز هويته.

من خلال هذا الحدث، تعمل الكشافة السعودية على تقديم المملكة بوجهها الثقافي والإنساني الأصيل، وإبراز ما تزخر به من تراث غني، وآثار تاريخية، وحضارات متعددة الجذور، وعادات وتقاليد متوارثة في مختلف مناطقها؛ فهي فرصة لتفتح المملكة نوافذها للعالم عبر الحوار والتواصل الثقافي الذي يُثري المعرفة المتبادلة بين الشعوب ويعزز التفاهم والسلام.

ولا تقف المشاركة عند حدود التعريف بالثقافة والتراث فحسب، بل تمتد لتُظهر الدور الكبير الذي تؤديه الكشافة السعودية في خدمة المجتمع، من خلال مبادراتها التطوعية في موسمي الحج والعمرة، ومشروعاتها في حماية البيئة وتنمية العضوية الكشفية، ودعمها للمشروعات العالمية الكبرى، وعلى رأسها مبادرة ”رسل السلام“ التي انطلقت من المملكة لتغرس في نفوس الملايين من الكشافين حول العالم قيم العطاء والتسامح وبناء المجتمعات.

أن مشاركة الكشافة السعودية في ”جوتا - جوتي“ تأتي في إطار رسالتها الهادفة إلى تعزيز التواصل الحضاري والتفاعل الإيجابي بين شباب العالم، وهذه الفعالية تمثل منصة عالمية تُظهر ما وصلت إليه المملكة من تقدم في مجالات التقنية والمعرفة والثقافة، وما توليه قيادتها الرشيدة من اهتمام متواصل بتمكين الشباب ودعم الحركة الكشفية.

إن مشاركة الكشافة السعودية في ”جوتا - جوتي“ ليست مجرد تواصل رقمي أو بث إذاعي، بل هي جسر حضاري وثقافي وإنساني يُعبر من خلاله شباب المملكة إلى العالم، حاملين رسالة وطن يؤمن بالسلام، ويحتفي بالتنوع، ويعتز بثقافته وهويته التي تمثل منطلقاً للتواصل الإنساني الراقي مع شعوب الأرض كافة.